الحلمُ و أوراقي
الحلمُ يأخذُ أوراقي فيطرحُها
في لجّةِ الفكرِ, في بحرِ اعترافاتِ.
نوّعتُ شعري, و لوّنتُ لهُ صوراً
فاستنفرَ الحلمُ يحكي سرَّ أبياتي.
الحلمُ يمضي, و يأتي الحلمُ يأخذُني.
في نشوةٍ منهُ تغري روحَ طاقاتي.
كم صرتُ أعدو وراءَ الحلمِ, أقطفُهُ.
قد أطلقَ الحلمُ فكراً كالخرافاتِ.
الحلمُ بحرٌ منَ الأشياءِ أَصْدَقُها
تلكَ اللآليءُ منْ بحرِ القَناعاتِ.
الحلمُ عطرٌ دفينٌ بينَ أتربةٍ.
لا ينفحُ العطرُ من دونِ التزاماتِ.
حَمَّلتُ نفسي عناءَ البحثِ, أدرسُهُ.
استدركُ الحلمَ منْ ماضٍ و منْ آتِ
فالحلمُ فيهِ منَ الإغراءِ ما مَددٌ
فيهِ التلاصقُ بين المُغري و الذّاتِ
فيهِ التفاعلُ حينَ العشقُ يجرفُني
في موجةِ البوحِ, في استقراءِ آياتِ.
فيهَ التنادمُ لو تعتادُ مجلسَهُ,
تلقَ التصوّفَ في وهجِ العباراتِ.
فيه التقاربُ لكنْ ليس يدفعني
كي أغرفَ الكأسَ منْ دنّ الملذّاتِ
في بَوحِ شعري و أحلامي التي انتعشتْ
عشقٌ بريءُ الهوى, رَحْبُ الفضاءاتِ.
الحلمُ وهمٌ جميلُ الوجهِ, يُعجبني
و الوهمُ مُرٌّ و بنتُ الوهمِ آهاتي.
الحلمُ يشدو جميلاً حينَ أسمعُهُ
يُرضي غرورَ الهوى منْ دونِ ضمّاتِ.
لا تقتلِ الحلمَ دعْهُ اليومَ يُسْحِرُني
بالبوحِ وصفاً إلى أن تُقضى حاجاتي!