لا تقولي
لا تقولي قد سئمتِ العيش في ظلّ احتكاري
لا تقولي قد شبكت ِ الحبّ في حزني المُدار
لا تقولي إنّك عانيت ِ من سطو انتصاري
لا تقولي إنك أوجمت ِ في صمت اقتداري
لا تقولي أيّ شيء فيه مغلوط القرار ِ!
إنّني يا ستّي لم أرقدْ على بيض انتظاري!
لم أنمْ في غفلة ممّا تبقّى من نهاري
حيثُ ليل الوهم ولّى وانقضتْ أسبابُ عار ِ!
أنت يا مولاتي من صنعي ومن وحي اختباري
جوهرٌ أنت وتبرٌ في لجين الاعتبار ِ
تمسح الشّمسُ عن الأفق المؤكسد في المدار ِ
كلّ أتربة الأديم ِ المستمدّة من صفار ِ
يبرق النور لهدي النجم منسوج الإزار ِ
يخفق الوهج المنمّق بين أكداس المحار ِ
ينهج عشقي على حرف التفرّد في ابتكار ِ
يغدقُ الطفحُ المكلّل بالمباهج والمنار ِ
يزفر شهق الأجندة في انفلات الاحتضار ِ.
هكذا أنت فهل من بعد هذا من دوار ِ؟
هكذا نحن معاً في وهلة منّا تداري
كلّ ما في الكون من قانون حبّ واعتذار ِ!
كلّ ما يسمو على أعراض قبح ٍ أو شرار ِ.
إنّنا عشنا على نظم المنمّق من نهار ِ
وارسلي النّفح المعطّر لا تخافي من حوار ِ
صفوة كنّا ولا زلنا على ذات المسار ِ.
لا تقولي قد سئمت. إنّ في هذا انتحاري
لا تقولي قد شبكت الحبّ, بل قولي حذار !
أن يغوص في متاهات وفي قاع البحار ِ
لا تقولي أي مغلوط على دفق المجاري
لا تقولي إنّ صمتي لم يكنْ نطق اختصاري
لا تقولي مثل هذا إنّه ذلّ انكساري!
قد أهدّ الدنيا غيظاً, أو أرى فيك احتقاري!