هلّ الرّبيعُ
هلّ الرّبيعُ بحلّةٍ خضراءِ
وطبيعةٍ فتّانةٍ غنّاءِ
شئتُ قضاءَ العمرَ بين ربوعهِ
من دونِ تسويفٍ ولا إبطاءِ!
تبدو حياةُ الكونِ أبهى منظراً
وأجلّ شعراً يأتي من شعراءِ
فالطيرُ يصدحُ لحنُها متناغماً
والشّمسُ تملأُ فسحةَ الأجواءِ
والنّورُ يغمرُ عالماً مستعذباً
منه العناقَ بقبلةٍ غرّاءِ
والأرضُ تزهو خضرةً ونضارةً
والرّوضُ ينشرُ عطرَ كلّ ثراءِ
والوردُ محمرٌّ على خدِّ الدّنى
خجلاً كأنّ تورّد الحسناءِ!
والماءُ يرفدُ خيرَه متدفّقاً
في جدولٍ رقراق كالرّقطاءِ
والجوُّ من عبقِ النسيمِ معطّرٌ
طلقُ المباهجِ مشرقٌ بحياءِ
واللّيلُ ينسجُ أنسَه قيثارةً
تشدو بلحنِ الرّوحِ والإحياءِ
والنّفسُ تغسلُ وجدّها إطلالةٌ
منها على إيماءةٍ غرّاءِ
والقلبُ تأخذُ شوقَه معشوقةٌ
من كلِّ هذا الحسنِ والإغراءِ
والرّوحُ ترجو أن يدومَ عطاؤهُ
خيرُ الرجاءِ لخيرِ كلِّ عطاءِ.
هلّ الرّبيعُ بروحه وشبابِه
حلّ فجمّلَ واقعَ الأشياءِ!