عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-09-2014, 01:20 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي أنت منافق يا أردوغان! بقلم فؤاد زاديكه

أنت منافق يا أردوغان!

بقلم فؤاد زاديكه

لا يخفى على المتتبع للشأن التركي منذ ظهور الثلاثي (أردوغان _ غول _ أوغلو) و خاصة دور أردوغان الفاعل في تدمير الأسس الديمقراطية التي وضعها و أنشأها و أقام أسسها (كمال أتاتورك) أول رئيس تركي و أبو تركيا العصرية في سنة 1923 بعد القضاء على النظام الإجرامي _ الدموي المتمثل بالثلاثي (طلعت_جمال _ أنور) الذي حكم تركيا في عهد حزب الاتحاد و الترقّي، و الذي ارتكب مجازر لا تحصى بحق السوريين و اللبنانين من إعدامات و اغتيالات و من إعلان الحرب الإسلامية المقدسة على جميع مسيحيي تركيا بلا استثناء فيما بين عامي 1915 و 1916، إنها كانت حقبة سوداء في تاريخ تركيا و ها هو اليوم أردوغان يفعل نفس الأمر لكن بطريقة أخرى ذكية و غير مفضوحة و غير معلنة، إنّ أردوغان الطامح في أن يتصرف كأحد سلاطين بني عثمان، يسير بهذا الاتجاه، و يلاحظ هذا من دعمه و تأييده لكل الحركات و التنظيات الإسلامية الإرهابية و منها جبهة النصرة و داعش.

حاول أردوغان تدريجيا أن يقضي على أسس الديمقراطية في المجتمع التركي و أن يعيد إحياء النفس الإسلامي، بتشجيع مظاهره، كفرض الحجاب و توقيف و سجن الكثير من ضباط و قادة الجيش التركي أو إحالتهم إلى المعاش، لكي يبعد أثرهم و ينهي تأثيرهم في الحياة السياسية التركية تلك التي يريدها أردوغان على هواه و أهواء نهمه الإسلامي المتشدّد و العنصري، و من المعروف بأن الجيش كان صمّام الأمن و الأمان في تركيا و كان المحافظ على الإرث الأتاتوركي الديمقراطي و المنفتح على نحو ما يجري في أوروبا، لأن كمال أتاتورك كان يعتبر تركيا جزءا من أوروبا.

لم يكتفِ أردوغان بعمليات تطهيره في صفوف الجيش و قياداته فقط، حين وضع بدل هؤلاء رجالاً يخدمونْ و ينفذون سياساته و يتستّرون على فساد أسرته و سرقة ابنه للمال العام و كذلك رجاله المحسوبون عليه، فالرشاوى و الفساد المالي و الإداري بلغ ذروته في كلّ مفاصل الدولة التركيّة الحاليّة، إنّما قام بنفس العمل التطهيري و الوقائي في صفوف ضباط و رتب عالية من وزارة الداخلية بأسلوب دكتاتوري فوقي بلا حق و لا عدالة، ليتسنى له السيطرة التامة على وزارتي الدفاع و الداخلية. كلّ هذا قبل الفترة التي أراد بها أن يترشّح لرئسة الجمهورية حيث أصبح الطريق سالكا له ليكون السلطان الإسلامي الجديد في تركيا. و كان فوزه مشكوكا به إذ تم اتهامه بتزوير الانتخابات لصالحه و طبع أوراق انتخاب زائدة ليتسنى لجماعته اللعب بنتائج الانتخابات و بمجرياتها.

إنّ دعم أردوغان مع دولة قطر لحركتي حماس في غزة و جماعة الإخوان المسلمين في مصر و سوريا و كل البلاد العربية و كذلك للكثير من المنظمات لإسلامية المتطرّفة، يثبت رغبة أردوغان في إقامة و إعلان دولة الخلافة الإسلامية، ليكون هو الخليفة الجديد على المسلمين، حاول أردوغان أن يقوّي من التشدّد الإسلامي في المجتمع لتركي، و حين رفض غالبية الأتراك مسعى أردوغان و محاولاته فتظاهروا احتجاجا على إلغاء الأتاتوركية التي عاشوا بنعمة حرّيتها و ديمقراطيتها، قام بقمع هذه التظاهرات بالحديد و النار و ذهب ضحايا لذلك من بين المتظاهرين، فأردوغان ينتقد طاغية سوريا بشار الأسد لكونه يقوم باستخدام القوة في قمع المظاهرات في حين لا يرى ما يقوم به رجال أمنه من تكرار نفس السيناريو السوري في القمع مع الشعب التركي، إنّ هذه السلوكية تفقد أردوغان الكثير من مصداقية ما يقوله و يدّعيه. إنه منافق و كاذب.

تلاحق أردوغان لعنة استغلاله للسلطة و للنفوذ من أجل نهب خيرات تركيا، و تدعيم موقفه من خلال هذه التغييرات الجماعية و الكبيرة التي أمر بها في صفوف الجيش و الشرطة، كما أن غباء أردوغان في محاولات الاستمرار بعدم الاعتراف بمجازر المسيحيين في تركيا و تعاونه مع أذربيجان الإسلامية بقوة من أجل التأثير على أي قرار دولي يصدر بخصوص مجازر الأرمن في تركيا هو الآخر سلوك شاذ يضاف إلى نفاق هذا الرجل و يؤكد عنصريته الإسلامية و تشدده المقيت و البغيض، فالمجازر التي نفذها أجداده ماثلة للعيان و حقيقة دامغة لن يلغيها مرور الزمن و لن ينفي وقوعها تنكر أردوغان أو غيره لها و سوف يحصل صاحب الحق على حقه في يوم ما. وكان أردوغان عمل مع الرئيس الإخونجي المعزول محمد مرسي على تفكيك الجيش المصري لإلغاء دوره و تكون لتركيا الصدارة في العالمين العربي والإسلامي.

و لا نستغرب حين يقول أردوغان هذا بنفسه ليدافع عن أجداده العثمانيين، إرهابيي عصرهم و نقتطف إيجازات من مقال للكاتب محمد نور الدين بهذا الخصوص "أطلق رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان أكثر التعابير وضوحاً في تفسير سياسته تجاه سوريا والمنطقة، انطلاقاً من «نزعة عثمانية» حاول قادة «حزب العدالة والتنمية» على امتداد السنتين الأخيرتين إنكارها، لكنها كانت تفلت، من وقت إلى آخر، زلات على ألسنتهم، إلى أن جاء رئيس الحكومة أمس الأول ليردّ على انتقادات رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليتشدار اوغلو حول أسباب انشغاله بالمسألة السورية."

"وقال اردوغان «يسألوننا عن أسباب انشغالنا بسوريا. الجواب بسيط للغاية، لأننا بلد تأسس على بقية الدولة العلية العثمانية. نحن أحفاد السلاجقة. نحن أحفاد العثمانيين. نحن على امتداد التاريخ أحفاد أجدادنا الذين ناضلوا من أجل الحق والسلام والسعادة والأخوة»."
"وأضاف رئيس الوزراء التركي خلال زيارته منطقة اسكيشهر إن «حزب العدالة والتنمية هو حزب يحمل في جذوره العميقة روح السلاجقة والعثمانيين».

وانتقد اردوغان موقف كيليتشدار اوغلو من مجزرة حماه، قائلا انه «إذا كان عنده شيء يقوله فليتفضل به، وليأت رئيس حزب الشعب الجمهوري ويدافع عن رفيق دربه (الرئيس بشار الأسد). إن زعيم المعارضة يتكلم منذ أسابيع ليس بلسان تركيا بل بلسان النظام السوري الظالم».

وأضاف اردوغان إن كيليتشدار اوغلو «لم يقف إلى جانب طيارينا الشهيدين اللذين أسقطت طائرتهما في عدوان، بل يقف إلى جانب المعتدين والمحرّضين»."

و نختار من مقالة أخرى للكاتب طلعت رضوان بعنوان (تركيا من أتاتورك وإسماعيل أدهم إلى أردوغان ) ما يلي كخاتمة لمقالته "وبينما الحزب الإسلامى الحاكم فى تركيا (حاليًا) يُحاول الانقضاض على المُنجز الحضارى الذى أحدثه أتاتورك ، وأنّ أردوغان وتابعيه لم يهتموا بتحذير إسماعيل أدهم عن ((الشرق المُستسلم للغيب)) فإنّ الأحرار من الشعب التركى الذين يُنظمون مظاهرات الاحتجاج والتمرد ضد حكم الحزب الإسلامى ، يرفعون صور محرر تركيا (أتاتورك) ولديهم وعى بمنجزه الحضارى الذى عبّر عنه كثيرًا فى خطبه ومنها- كمثال- ((إنّ الغرض من التغيير الذى أحدثناه ولا نزال جادين فيه هو أنْ يكون لأهل هذه الجمهورية نظام اجتماعى من أحدث النظم ومن أكثرها مطابقة للعصر الحاضر. يجب علينا أنْ نطرح كل فكر لا يتفق مع هذا المبدأ . ويجب أنْ نقتلع كل الخرافات من عقولنا . والتعصبات من عاداتنا . عار على الأمة الحية أنْ تعتمد على الأموات . لا أرضى أبدًا أنْ تبقى فى المجتمع التركى المتمدن تلك العقول التى تتطلب خيرها الأدبى والمادى من شيخ قد يعمل ضد ما تطلبه العلوم الحديثة. يا اخوانى تعلمون أنّ تركيا لا يمكن أنْ يبقى شعبها دراويش ومشايخ وتلامذة للدراويش وللمشايخ . إنّ الشعب الحقيقى هو الشعب الذى يكون عضوًا فى محفل الأمم المتمدنة)) (د. أحمد إبراهيم الهوارى "

و من الويكيبيديا أخذنا لكم هذا المقطع "عام 1998 اتهُم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية تسببت في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري [6] يقول فيه:

مساجدنا ثكناتنا
قبابنا خوذاتنا
مآذننا حرابنا
والمصلون جنودنا
هذا الجيش المقدس يحرس ديننا"

قبل عدّة أشهر هاجم أردوغان اليونان و اعتبر أن ما جرى بحقهم في تركيا كان عادلا
لكن الذي يلفت انتباهنا هو تصريح أردوغان بالقول لا يوجد (إرهاب إسلامي) و أن هذا الاصطلاح غير صحيح لأن الإسلام دين السلام و التسامح على حد قوله، و على هذا نرد عليه قائلين: يا سيد أردوغان، إن النفي لا يغيّر من حقائق الواقع أيّ شيء فهل سألتَ نفسَك يوماً كيف وصل الإسلام إلى بلدك؟ و كيف أصبحتَ مسلماً؟ هل لك الجرأة بالاعتراف بأنك يتيم غزوات إسلامية قام بها غزاة و فاتحون و طغاة مستعمرون من أمة محمد مثل عياض ابن فهر الغنمي و أبو عُبيدة؟
ثم نحبّ أن نؤيد قولك بأنه لا يوجد ما إسمه (إرهاب إسلامي) لأن الحقيقة و الواقع و التاريخ و الحياة كلها تقول بأن الإسلام كلّه كدين هو إرهاب بحد ذاته و ليس جزءاً وحيداً منه، بدءاً بإبادة اليهود و النصارى في جزيرة العرب و مرورا بغزوات الإسلام و فتوحاته الإستعمارية لبلاد العالم و انتهاءًا بتنظيم داعش الإرهابي و لن يكون هذا التنظيم هو آخر ما سوف يفرزه الفكر الجهادي و التكفيري العنصري المسلم، إذ يمكن أن يظهر في أيّ وقت و في كلّ وقت و مكان تنظيم إسلامي آخر كداعش فتنظيم القاعدة كان قبل داعش و سنرى من سيأتي من بعد داعش، لطالما يستمر نهج قرآنك يا سيد أردوغان و أحاديث و فتاوى و تخاريف البخاري و غيرها، على نشر العنف و الدعوة إلى القتل و الكراهية و البغضاء و الترهيب و جهاد الإرهاب فإن الإرهاب مستمرّ. كفاكَ نفاقاً و دجلاً يا أردوغان.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس