قيمةُ الرأي
يا لوعةَ القلبِ في ما يقذفُ القدرُ
مِنْ جوفِ غدرِهِ و النيرانُ تنتشرُ
كلّ الموانعِ ما كانتْ بقادرةٍ
أن تمنعَ الضررَ القاسي و لا بشرُ
ليتَ الخلائقَ تدري ما بواقعِها
يجتازُ فكرُها هذا الضيقَ, فالعُمُرُ
يمضي بمُدّةِ معدودٍ و ليس غنىً
إنْ أسرفَ البغيُ و الطغيانُ و البَطَرُ
حجمُ المآسيَ زادتْ عن تحمّلنا
و الناسُ يقبعُ في إصرارِها الكِبَرُ
نبغي الحقيقةَ فالإرهابُ كبّلنا
خوفاً يحلّقُ في غدرٍ و ينفجِرُ
صارتْ حياتُنا في مولودِ أمنيةٍ
ماتت بيومها و الشيطانُ ينتصرُ
قولوا الحقيقةَ هل لسنا على خجَلٍ
مِمّا نعيشُهُ و الأحقادُ تختَمِرُ
في نفس بعضِنا كالكابوسِ تخنقُهُ
و النفسُ يُفصِحُ عنْ مفعولِها القَذِرُ
مِنْ كلِّ جاهلِ تفكيرٍ يريدُ لها
تبقى أسيرةَ هذا الحقدِ تُؤتَمَرُ؟
يا لوعةَ القلبِ قد أصبحتِ جامحةً
و الليلُ يُقبِلُ و الآهاتُ تنتظِرُ
مَنْ سوفَ يُفرِجُ عن أسرٍ لها بيدٍ
جاءتْ تُدَمّرُ, و الكفّارُ مَنْ كفروا
بالحقِّ يشمخُ, بالإنسانِ سيّدهِ,
بالنفسِ ترفضُ هذا الشرَّ, تنتَهِرُ
هذي الحقائقُ قد صارتْ كأحجيةٍ
و الناسُ تُذبَحُ و الأخلاقُ تنتحِرُ
ما لي أعبّرُ عن رأيي و أنشرُهُ
و الرأي أصبحَ مَكروهاً فلا أثرُ؟