بقلم/ فؤاد زاديكه
إنّها أنثى بنكهة الورد, تنفرجُ أساريرُ وجهِها معبِّرةً عن بزوغِ فجرٍ مشرق, و ينحدرُ شَعرُها على طرفَي وجهِها مُهَفْهِفًا, تُغازلُ خصلاتِهِ الرّقيقةَ نسائمُ الهواءِ العليل.
عيناها صفاءُ بحرٍ ساكِنِ الموجِ, هادئِ السّيرِ, عميقِ القرارِ, عندما تتأمّلُهُ تغرقُ عاشِقًا فيهِ, و تأمَلُ في بلوغِ أعماقِهِ و الوصولِ إلى كُنْهِ أغوارِه.
شفتاها السّاكنتانِ في واحةِ الجمالِ وردتانِ يافعتانِ ترتعشانِ أمامَ نظرةِ العاشقِ, و هما تبتهلانِ مُعَبِّرتانِ عن رغبةٍ بالبَوحِ تعبيرًا عن رشاقةِ المَلمَسِ, و عذوبةِ الانفراج.
ثَغرُها الحالِمُ يتلو تراتيلَ السّحرِ و هوَ يتناغمُ مع رقّةِ الأنوثة, و حينَ ينطقُ يظهَرُ لؤلؤُهُ الثّمين فينجلي لينُهُ مالِكًا القلوبَ و آسِرًا العيونَ.
صدرُها البارزُ و المنطلِقُ إلى أمام برُمّانتي حيائِهِ, لهُ أكثرُ مِنْ تَجَلٍّ مُنعِشٍ و بُروزٍ مثيرٍ, يخلقُ لدى الشّعراءِ صُوَرًا و يكونُ منهلَ إبداعٍ, ترسمُ الكلماتُ عبقريّةَ صياغتِهِ, و تصمتُ الحروفُ أمامَ جلالِ تَكويرِهِ.
ساقاها ناهِدانِ مخمورانِ باتّساقٍ بديعٍ, و سلاسةٍ مستقيمةٍ, كأنّهما عُودَا خيزران. و فخذاها متناسقان و رِدفاها يعزفانِ على قيثارةِ الغزلِ و هما يتناسقانِ في مِشيةِ الخُيَلاءِ ليأسرَا قلوب النّاظرين, و يحرقَا رغباتِ الطامعين.
أنوثةٌ منحَها اللهُ الكثيرَ الكثيرَ منْ صفاتِ الكمالِ من رقّة و نعومةٍ و عذوبةٍ و سحرٍ و دلال, تمخرُ عُبابَ الحياةِ واثقةً مِنْ قوّة و عظمَةِ تأثيرِها على متابعيها و مشاهديها و معجبيها, إنّها صورةٌ صافيةٌ خلاّبةٌ نقيّة, تتمخطرُ بسحرِ لينِها المؤثِّر, بحيثُ لا يُمكنُ لناظرِها أنْ ينساها أو يغفلَ عن ملاحقتِها بعينيهِ الحائمتينِ حولَ سحرِها و دلعِها, و هو لا يشبعُ منَ التّحليقِ في عالمِها المُغري كناسِكٍ يتعبّدُ في محرابِ الجمال الذي خلقهُ الله و جعلَهُ على هذه الصّورةِ مِنَ التّمامِ و الكمال.