عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-12-2007, 10:30 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي القصيدةُ المجنونةُ. شعر: فؤاد زاديكه

القصيدةُ المجنونةُ



قصيدةٌ مجنونةٌ
ولدتْ من مزبلة مهينة
من قذارةِ أحقاد
من بؤرةِ فساد.
كانت في قديمِ الزمانِ
ذاكرةٌ فقدتْ معانيها
و خبا وهج أمانيها
كانت تنظرُ من علٍ
إلى مستويات دنيا
إلى أدنى المستويات
عمياء القلب
قبيحة السمات.


كانت تقفُ في الشوارع
في منتصفِ الليلِ
باحثةً عن غيمةٍ مرطّبةٍ لشبقها
مثلَ عاهرةٍ تبخّرَ حلمُ حياتها
انسدّتْ في وجهها
سبلُ العيش الكريم
فعادتْ إلى دائرة السقوط.
لم يعدِ العصرُ
يحدّث عن العجائب و المعجزات
بل عن أشكال إسقاطات و إسقاطاتْ

تُوغِلُ في غيومِ الجهلِ
تنحدرُ من أصلِ الموبقات.


أوقفتِ السماءُ صنعَ البشرْ
ترسّبتْ معاني الأخلاق
في لوثة القدر
تسربلتْ بغلالةٍ من العشق المسعور
و تعطّرتْ بفيضٍ
من مِتَعِ الفجور
كان وهماً محبوساً
كان جمالاً معكوساً.


مرّتْ حروفُ القصيدةِ من هنا
من شارعِ الفزعِ
فاصطكتْ أسنانُها
اختلّت موازينُها
توجّعتْ قوافيها
كان الخلقُ رديئاً
اشمئزازٌ... قرفٌ...
إحساسٌ وضيعٌ غريبٌ
ينتهكُ حرمةَ الحرفِ و الحياة
يبثّ سمومَ الوجعِ
يقترفُ إثمَ الولادة.


حقيقةٌ مرّةٌ
تختلي بوباء الانتقام
ضوءٌ خافتٌ باهتٌ
يتحدّى لهيبَ الشمس
هياجُ عفاريت و أشباح و جنّ
تعبثُ بمصير القدر
تحاولُ استعادةَ
حكاياتِ الاستبداد
تطبعُ أمزجةَ الناسِ بالجهاد
تفرّخُ الكراهية و التعدّي و الأحقاد
تسرقُ البسمةَ
من حدقاتِ الأطفالِ و الأمّهات
تزرعُ الموتَ
في أوراقِ الشجر و الحارات
كلّ هذا يقودُ إلى العدم
كلُّ هذا يتسبّبُ بالألم!

تمضغُ القصيدةُ نطقَها
تلوكُ معانيها
تجترّ جنونَها
فيأتي أجردَ
ليستْ له
أيّةُ مقدرةٍ على الإقناع
لم يصلْ بعدُ
إلى حدِّ الإشباع!!؟؟
دمارٌ
انفجارٌ
صراعٌ و انتحارٌ
انقطعتِ الصّلةُ بالموصولِ
فغدا الكلُّ ناقصاً
مجبراً على القبول.

كائناتٌ حيّةٌ ميّتةٌ
ليس لها أصول
توغلُ في غيومِ اليأس
لا حزنَ لا توجّع و لا ندم
تلهثُ خلفَ
جحافلِ الألم
تصوغُ القصيدةَ موتاً
بلا نغم
هواءٌ متّسخٌ
و جحورُ جرذانٍ
تعثّر معها الفكرُ و القلم!
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 09-12-2007 الساعة 10:32 AM
رد مع اقتباس