أخي الياس أشكر مرورك الكريم أما عن سؤالك فإنك قد اقتطعت جزءاً وتركت الجزء المكمّل مهملا وعملت كالذي يقول: "لا تقربوا الصلاة..." دون أن يكمل "وأنتم سكارى" ليكتمل المعنى والنص يكون هكذا وعلى هذا النحو متكاملا:
"فيما البياض الذي بالوجه والذات ِ
يغري ابتدائي ويرعى حفلَ أقبيتي
حيث اختمار الهوى في نهدك العاتي
صبّي الرّخاء الذي قد فاض في دلع
من مسحة القُرط والبطن الموشّاةِ"
والمقصود هنا: أن البياض الجميل الذي يزهو به لون بشرتها وعمق نفسها تغريني, وأنا المبتديء بالحب لا أفهم منه شيئاً وإن هذا الإغراء الرائع أشبه ما يكون بدنان خمر محفوظة في أقبية (جمع قبو) الجسد ويظهر ذلك بوضوح في روائع نهدها الذي يجبرك على أن تعشقه.
ثم يطلب الشاعر بعد ذلك من هذه الحسناء التي أصابت منه مقتلا أن تجعله يشرب من خمور عشقها المعتّقة حتى الثمالة. وقد تمثّلت مظاهر هذا العشق في الكثير من مفاتن حسنها وروعة جسدها, ومن ذلك قرط أذنيها وبطنها الموشّاة بأحلى الرسوم والمباهج الأنثوية الممتعة فتجعلك مشدوداً إليها رغماً عنك.
|