عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-03-2007, 11:46 AM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي سلسلة على خطى المسيح : ( 7 - بيت عنيا )

سلسلة على خطى المسيح : ( 7 - بيت عنيا )


بيت عنيا

اسم ارامي معناه (( بيت البؤس أو البائس )) وهي قرية إلى الجنوب الشرقي من جبل الزيتون على بعد ميلين من أورشليم تقريباً اسمها العربي الحالي العيزرية .

تقع بلدة العيزرية والتي تحتوي على ذكريات بيت عنيا الإنجيلية على طريق القدس أريحا. وتقوم في وسط الأكثرية الإسلامية في البلدة كنيستان للآباء الفرنسيسكان والروم الأرثوذكس.
كشفت الأبحاث الأثرية التي قامت في موقع الكنيسة الفرنسيسكانية عن آثار ثلاث كنائس بنيت إحداها فوق الأخرى في فترات مختلفة وحول الكنيسة عديد من القبور المحفورة في الصخر، وقد عثر أيضا على بقايا القرية القديمة مع معاصرها وآبارها ومخازن الحبوب وكمية من الرخام من العصر الهيرودي .


لبيت عنيا أهمية خاصة بسبب الأحداث الإنجيلية التي وقعت فيه وعلاقتها بحياة مخلصنا يسوع المسيح لمّا كان على هذه الأرض فإنه كان يتردد إليها مراراً عديدة ولاسيما في أيامه الأخيرة، أما الأماكن التي يذكرها الإنجيل فهي ثلاثة :
بيت أصدقاء يسوع وهم مريم ومرتا وأليعازر : ( لوقا ١٠، ٣٨ )
القبر الذي منه دعا يسوع أليعازر إلى الحياة : ( يوحنا 11، 17 )
بيت سمعان الأبرص حيث نزل يسوع لتناول طعام العشاء : ( يوحنا ١٢، ١ )



عندما تذكر الأناجيل بيت عنيا فإنها تقدم لنا الدلائل التالية : ( قرية قرب جبل الزيتون، ١٥ غلوة عن القدس على الطريق النازلة إلى أريحا ) . جميع هذه المعطيات تسمح بتعريف المكان على أنه القرية الحالية التي يدعوها العرب العيزرية أي بيت أليعازر.


ليس بالإمكان تحديد موضع البيتين الذين تردد عليهما يسوع بدقة ( بيت سمعان وبيت لعازر ) ، أما تذكار قبر أليعازر فقد حفظه التقليد المسيحي المتوارث جيلا ً بعد جيل حتى يومنا هذا شهادة إيمان على ألوهية المسيح والرجاء الذي يحييه بالقيامة الأخيرة حيث يقع قبر أليعازر خارج القرية مثله مثل باقي القبور.


يعود شكل قبر أليعازر الحالي إلى العصور الوسطى. فقد أعيد ترتيب المدخل في القرن السادس عشر .
القبر منحوت في الصخر، وله مدخل علّوه 3 أقدام ونصف وعرضه قدمان وفيه 27 درجة تنتهي إلى غرفة مساحتها 9 أقدام مربعة وداخلها أربعة نواويس .



لدى الخروج من الكنيسة الفرنسيسكانية على بعد ٥٠ متر في الطريق الصاعدة نحو جبل الزيتون نجد مكان قبر أليعازر .

حول القبر الحالي كشفت الحفريات عن مقابر القرية التي تقع إلى أعلى ويعود التقليد الذي يكرم المكان إلى القرن الرابع حيث يذكر أوسي?يوس القيصري الموقع نحو عام ٣٣٠م
باسم «الأنوماستيكون». ويروي حاج من بوردو مجهول الاسم (٣٣٣م) أنه زار المغارة حيث قبر أليعازر .
القديس هيرونيموس يشير إلى الكنيسة التي بنيت قرب موضع القبر عام ٣٩٠م . والحاجة إيجريا تشير عام ٣٨٠م إلى الخدمات الليتورجية التي كان المسيحيون يحتفلون بها آنذاك.



بنيت الكنيسة الكاثوليكية الحالية على شكل صليب يوناني فوق المكان الذي قامت عليه الكنائس الثلاث السابقة :

الكنيسة الأولى دُمرت على ما يبدو من جراء زلزال في القرن الخامس أو السادس، حيث بنيت فوقها الكنيسة الثانية وبمساحة أكبر ويروي ( أركولفو ) الذي زار البلاد في القرن السابع الميلادي عن وجود دير كبير قرب الكنيسة التي فوق قبر أليعازر .
الكنيسة الثالثة أقامها الصليبيون فوق القبر وشيدوا ديرا ًسلموه للراهبات البندكتيات. وقد اختفت آثار هذه الكنيسة اللهم إلا من بضعة آثار يريها الآباء الفرنسيسكان للحجاج الذين يزورون الموقع . من هذه الآثار مكان المدخل المؤدي من الكنيسة إلى القبر مباشرة .



تقوم اليوم مئذنة جامع المسلمين فوق موضع صدر الكنيسة القديمة مباشرة . وهناك بعض أطلال للدير الصليبي أمام الكنيسة الفرنسيسكانية الحالية ومن هذه الأطلال جزء من جدار وباب وبضع صالات. وقد كشفت الحفريات عن غرفة لدفن الموتى وقبور صليبية . وعثر أيضا على معصرة ومخزن وبعض الأفران. وما زال بالإمكان مشاهدة أثار برجين كانت الراهبات تلتجئن إليهما عند قيام الاضطرابات. أحد هذين البرجين قائم في موقع كنيسة الروم الأرثوذكس الحالية عند بداية قرية بيت عنيا القديمة.

لقد انصب الاهتمام الأكبر خلال عملية بناء الكنيسة الحالية على كيفية حفظ أكبر قدر من آثار الأبنية السابقة. الكنيسة الفرنسيسكانية التي لا يدخلها النور إلا من نافذة في السقف تقدم للزائر إنطباعا جنائزيا ً، وكأنها تؤكد كلمات يسوع المكتوبة تحت القبة باللاتينية : « من آمن بي وإن مات فسيحيا وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد » (يوحنا ١١، ٢٥) .





قيامة أليعازر : يوحنا ( ١١، ١٧-٤٤ )

فلمّا وصل يسوع وجد أنّه في القبر منذ أربعة أيام. وكانت بيت عنيا قريبة من أورشليم نحو خمس عشرة غلوة، وكان كثير من اليهود قد جاؤوا إلى مريم ومرتا ليعزّوهما عن أخيهما.
فلما سمعت مرتا بقدوم يسوع خرجت لاستقباله، في حين أنّ مريم ظلت جالسة في البيت. فقالت مرتا ليسوع: «يا ربّ، لو كنت ههنا لما مات أخي. ولكنّي ما زلت أعلم أن كلّ ما تسأل اللّه، فاللّه يعطيك إيّاه». فقال لها يسوع: «سيقوم أخوك». قالت له مرتا: « أعلم أنّه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير».
فقال لها يسوع: «أنا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا، وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد. أتؤمنين بهذا؟» قالت له: «نعم يا ربّ، إنّي أومن بأنك المسيح ابن اللّه الآتي إلى العالم».ولما قالت هذا مضت ودعت مريم أختها سرا ً قائلة : «المعلّم قد حضر وهو يدعوك».
وما إن سمعت مريم ذلك حتى قامت على عجل وذهبت إليه. ولم يكن يسوع قد وصل إلى القرية، بل كان حيث استقبلته مرتا. فلمّا رأى اليهود الذين كانوا في البيت مع مريم يعزّونها أنها قامت على عجل وخرجت، لحقوا بها وهم يظنون أنّها ذاهبة إلى القبر لتبكي هناك.
فما إن وصلت مريم إلى حيث كان يسوع ورأته، حتى ارتمت على قدميه وقالت له: «يا رب، لو كنت ههنا لما مات أخي». فلمّا رآها يسوع تبكي ويبكي معها اليهود الذين رافقوها، جاش صدره واضطربت نفسه وقال: «أين وضعتموه؟» قالوا له: «يا رب، تعال فانظر».
فدمعت عينا يسوع. فقال اليهود: «أنظروا أيّ محبة كان يحبّه». على أنّ بعضهم قالوا: «أما كان بإمكان هذا الذي فتح عيني الأعمى أنّ يردّ الموت عنه؟» فجاش صدر يسوع ثانية وذهب إلى القبر، وكان مغارة وُضع على مدخلها حجر. فقال يسوع: «إرفعوا الحجر». قالت له مرتا أخت الميت: «يا رب، لقد أنتن، فهذا يومه الرابع».
قال لها يسوع: «ألم أقل لك إنّك إن آمنت ترين مجد الله؟». فرفعوا الحجر ورفع يسوع عينيه وقال: «شكرا لك، يا أبتِ لأنّك استمعت لي وأنا أعلم أنّك تستجيب لي دائما ً ولكنّي قلت هذا من أجل الجمع المحيط بي لكي يؤمنوا أنّك أنت أرسلتني». قال هذا ثمّ صاح بأعلى صوت: « يا ألعازر، هلمّ فاخرج ». فخرج الميت ويداهُ ورجلاَهُ مربوطات بِأقمطَة، ووجهه ملفوف بِمنديل. . فقال لهم يسوع: « حلّوه ودعوه يذهب ».





-----------------------------------------------------------------
المهندس فادي حنا توما




مجموعة الصور الأولى : بيت عنيا ... الأمس واليوم
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg bethany1.jpg‏ (71.5 كيلوبايت, المشاهدات 16)
نوع الملف: jpg Bethany%20from%20above,%20tb%20n010200.jpg‏ (33.3 كيلوبايت, المشاهدات 16)
نوع الملف: jpg BTview2.jpg‏ (62.7 كيلوبايت, المشاهدات 16)
نوع الملف: jpg BTview.jpg‏ (42.7 كيلوبايت, المشاهدات 16)

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 01-04-2007 الساعة 08:43 PM
رد مع اقتباس