أيّها الشتّامون
عندَ عَجزِ العقلِ يحتدُّ اللسانُ
عندَ جرذانٍ و يختلُّ البيانُ
هكذا أحوالُهم تبدو و فكرٌ
حاقدٌ وغدٌ و معتوهٌ جبانُ
قد عَهِدناهم و مِنْ عهدٍ بعيدٍ
ليس في ردٍّ دليلٌ يُستبانُ
بل بما في الشّتمِ منْ أسلوبِ عهرٍ
هاجَ مِنْ ألفاظِ أوغادِ عِنانُ
إنّهُ الإفلاسُ فالعقلُ انكماشٌ
مُوصَدٌ باباً تَولاّهُ الهوانُ
إنّ في أسلوبِهم ما يُنبي عنهم
ليس أخلاقٌ و لا عِرضٌ مُصانُ
ترتوي أخلاقُهم مِنْ نبعِ فكرٍ
سيّيءٍ و الشتمُ ميزانٌ و شأنُ
إنْ نطقتَ القولَ في نقدٍ تراهم
كالدبابيرِ استُفِزَّتْ لا أمانُ
لا ترى منهم ردوداً غيرَ شتمٍ
ليسَ للأخلاقِ وزنٌ أو مكانُ
قد مضى يا أمّةَ التخريفِ عصرٌ
ضاعتِ الأخلاقُ و اختلَّ اتّزانُ
لم يعُدْ ترهيبُكم يُجدي سبيلاً
أنتمُ الغافونَ أعياكم زمانُ
أشتموا و استأسدوا قولاً و حِقداً
أنتمُ الأوغادُ أنتم أفعوانُ
أسقطَ التاريخُ سيفاً و انتهاكاً
حيثُ عرّى الظلمَ فانهارَ الحصانُ
إنّكم جهلٌ و أمراضٌ و شرٌّ
إنّكم خبثٌ و في الحقلِ الزؤانُ
أنتنتْ أحقادُكم فاجتاحَ ويلٌ
إذ علا صوتاً و تكبيراً أذانُ
كلّما كبّرتمُ اشتقتُمْ لِذَبحٍ
مشهداً يحلو بعرضٍ مهرجانُ
أمّةٌ عمياءُ مهواها احتضارٌ
لا انبعاثٌ إذ هُوَ الوهمُ الدّخانُ
هاجموا بالشتمِ فالألفاظُ تبقى
ذلكَ المحصولُ أو ذاكَ البيانُ
ربّكم أدرى بما في محتواكم
مِنْ حقودٍ خاسرٌ منكم رِهانُ
قد تعدّيتم طويلاً و استبحتُم
كالذي يأتيهِ إبليسٌ و جانُ
أشتموا و استنفذوا ما في رؤوسٍ
مِن هوى شتمٍ لقد آنَ الأوانُ
أن يهزَّ الجهلَ و التخريفَ علمٌ
نافعٌ حرٌّ و عقلٌ لا يُهانُ.