واقع أمة مذلولة
شعر: فؤاد زاديكه
يتفاقمُ الجهلُ المُحيقُ بأمّةٍ
نَذرتْ بأنْ تُبقي عليهِ ثقيلا
لِتُعَمِّقَ الأخدودَ نحوَ تخلّفٍ
فعلى التخلّفِ جاهرتْ تنزيلَا
مُتفاعِلاً و بلا دواعيَ نهضةٍ
بِتَقَوقعٍ قطعَ الرجاءَ سبيلا
لكأنّها اجتهدتْ لتنصبَ رايةً
كتبتْ عليها عراقةً و أُصولا
(لمعتْ بوارقُ ثغرِها) بشراسةٍ
دفعتْ فضولَها كي يقصَّ فُصولا
و فصولُ أصلِها قاصرٌ إعدادُهُ
ببلوغِ جَهدِهِ لم يعِ التكميلَ
طرقَ المراضعَ و الحوامِلَ رغبةً
و جنى على الأجيالِ تلكَ طويلا.
تَرَفٌ أصابَها بالضمورِ، فشلّها
و غدتْ تُداعبُ وهمَها المحمولَ
منعتْ نهوضَها كي تُؤكِّدَ أصلَها
و تعاودَ الحُلْمَ القديمَ نزولا
فأتتْ تفاخرُ بالمكارمِ و العُلى
و على مكارمِها احتفتْ تَقتيلا
تركتْ جرائمُها الرهيبةُ وصمةً
فجرتْ دماءُ مناوئيها سيولاَ
غزتِ المشارقَ و المغاربَ عنوةً
و بحدِّ سيفِها غيّبتْها أُفولا
فشعوبُ بلدانِ الفتوحِ تضعضعتْ
و تبدّدَتْ عَرَفَ الوجودُ نُحولا
و على هواجسِها المريعةِ أقفرتْ
حُقَبٌ مِنَ الإنجازِ عِشنَ ذُبولا
يتأصّلُ الجهلُ الحَقودُ بِبُغضِهِ
و سيبقى واقعُ أمّةٍ مذلولا.