لغتنا العربيّة
لغةُ البلاغةِ في رقيِّ بيانِ
برعتْ تعبّرُ بانطلاقِ لسانِ
بفنونِ بحرِها زاخراتُ تنوّعٍ
و فصولِ حكمِها رائداتُ زمانِ
لغةٌ على أحكامِ وَقعِها نشوةٌ
صدحتْ تغرّدُ أعذبَ الألحانِ
فإذا قصدْتها مُغرماً بجمالِها
و بِعذْبِ وصلِها, عِفتَ وصلَ حِسانِ
جمعتْ محاسنَ ما اللسّانُ أحبّهُ
و مآلَ فكرِكَ في بَريقِ يماني
لغةٌ غناها بمفرداتِها واضحٌ
و بتاجِ روعتِها تطوفُ معاني
لغةُ الجمالِ و بالجمالِ مساحةٌ
غلبتْ روائعَ فتنةٍ بمكانِ
ضبطتْ قواعدُها الأنيقةُ وزنَها
و سرتْ بروحِها رعشةُ الأبدانِ
تركتْ مآثرَها الجميلةَ شاهداً
فنمتْ تجودُ براعمُ الوجدانِ
لضروبِ سحرِها ما يفوقُ تصوّراً
هفتِ المعارفُ حرّةَ الألوانِ
وإذا أردتَ تأكداً و تثبّتاً
لحقيقةٍ فلكَ استوى بُرهاني
ملكتْ كلؤلؤةٍ لغاتِ عصورِها
و تربّعتْ و على مدى أزمانِ
تَردُ الحياةَ ملاحةً و أصالةً
سحرتْ نُهى الألبابِ و الأذهانِ
لغةُ الرّشاقةِ و الأناقةِ و الهوى
لغةُ العلومِ برفعةِ الإتقانِ
فأنا عشقتُها شاعراً متمرّداً
و بها أعبّرُ عن مدى إيماني
بحرارةِ الألقِ المُشعِّ بروحِها
ملأتْ عوالمَ منطقي و كياني
و متى أنادمُها كأصدق مؤنسٍ
أجدُ المقاصدَ منها بالإعلانِ
فَتَفِي بها و على أدقّ تصوّرٍ
لغتي كحسناءِ الزمانِ تعاني
عزفَ الأعاربُ عنْ سبيلِ تطوّرٍ
لَزمَ التجدّدُ دونَ أيّ تواني
لغةٌ و أهلُها في معارجِ جهلهمْ
يتخبّطونَ على هوى السّلطانِ
يتغافلونَ و يغفلونَ وجودَها
و أرى بذلكَ منتهى الخذلانِ
لغةٌ بقاؤها في تجدّدِ عمرِها
لتظلَّ تشمخ في العُلا بأمانِ.