عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-09-2006, 07:02 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي لم أشأ إيقاظها! شعر: فؤاد زاديكه

لم أشأ إيقاظها!
أرختْ حبيبتي بجسدها
على أريكة فارهة
بعد أن ضوّعته بالزعفران!
ثمّ نشرتْ شعرها كسيمفونيّة
على الوسادة الخالية
وأطلقت العنان لسحر عينيها
في إغفاءة حالمة
نطقتْ بنعومة الأنثى
وهي تخلدُ إلى الراحة
وتستسلمُ لنوم هادئ!
منحتُ عينيّ فرصة الاستمتاع
بهذا الجمال الراقي
فشردتا تحلّقان
في عالم مليء بأحلام والتمنيّات!
شئتُ أن أوقظها
لكي أتناغم مع روح هذا الجمال
المندلق من خفق النسمة الفاتنة
لكنّي لم أجرؤ!
لم أشأ إيقاظها
لم أرد تحويل
تناغم هذا الجسد الممدّد
على الأريكة
إلى نشازٍ
تحرفه رغبةٌ منّي
أو محاولةٌ لدخول
بعض أفق عالمه الساحر!
تركتها وجلستُ بجوارها
غير بعيد عنها
وقلبي يخفق متسرّع الخطى
تغلّب تسارع دقّاته
على رغبتي في الاستيلاء عليها
على أنوثتها التي وقفت مشدوها أما جبروتها!
منعتُ نفسي!
أحسستُ بعذاب
يسري في جسدي
في عروقي
في أوصالي.
كدتُ أمدّ يدي
إلى تفاحة حواء
لكنّي حاولتُ أن أقضي
على جميع تلك الوساوس
وعالم الهياج المعتمل بداخلي
حاولتُ أن أبعد عن بالي
شبح المتعة والتلذذ الحسّي
وتمنّيتُ لو أنّها استمرّتْ
في نومها الهاديء هذا
لساعات وساعات وساعات!
كانت حبيبتي
بجمال جسدها الفرعوني
نخلة ناعمة باسقة
تتنشّق عطور الروح
المنبعثة من مذبح العشق
عشق ذلك الجسد اليافع
تحلّق بي
في فضاءات أفكار
أجزم أنّي أحسستُ
بضعفي أمامها
ولأكثر من مرّة!
لكنّي أصررتُ على أن يبقى
جمالها المدهش هذا
خارج حدود
سيطرة سلطان شهواتي
لتبقى تلك اللوحة المقترنة
بسحر اللذة الخالد
البعيد عن القطف والخطف!
دنوتُ منها بيدي
تحسّستُ يدها المستلقية بعيدا عنها
وقرّبتُ جسدي منها
متوجّها إلى شفتيها الليلكيّتين
الغارقتين في سحر ليالي ألف ليلة وليلى
وهي تحدّث عن نقاء الجسد
وصفاء الذهن وبهاء الإشراق!
امتزج كلّ ذلك معاً
ليشكلّ عبورا تاريخيّا
إلى عالم الأسطورة المبهر
وهو يتسامر بأنوثة موغلة في الروعة
من خلال عوالم وجودها الممتعة!
لم أشعرْ
إلاّ وشفتاي تطبقان
على شفتيها في عفوية شاردة
من خلال قبلة عميقة
أجفلتِ المسكينة معها
واستيقظتْ مذعورة
وحين فتحت عينيها ورأتني
أثمرتْ قسمات وجهها
عن ابتسامة رقيقة
وبدتْ علامات الرضا
تغزو محيّا وجهها
فبدت أكثر إشراقاً وأرقّ بهاءً!
تمتمتْ بعبارات لم أفهم منها شيئا
ثم استمرّت مسترسلة
في نومها من جديد
وكأنّ شيئا لم يحدثْ!
رد مع اقتباس