تعريةُ الظلم
ذلّوا حياءَ الوردِ، صبّوا لعنةً
فوقَ الجمالِ، استهدفوا الأزهارَ
خطّوا حروفَ البؤسِ في أمعائه
فاستخرَجوا الأوجاعَ و الأقذارَ.
هل للضبابِ الجاثمِ المستوحشِ
من قوّةٍ تستطلعُ الأسرارَ؟
هل للسّرابِ الوهمِ جنحٌ طائرٌ
يعلو يفوقُ المدَّ و الأسحارَ؟
هل للسّديمِ الملتوي في مَدِّهِ
يستنزفُ الأعمارَ و الأقدارَ؟
دعني, أعرّي الظلمَ في أنشودتي
أستلهمُ الأفكارَ و الأشعارَ.
لا للغباءِ المُرتمي في جهلِهِ
لا يفهمُ المِقدارَ و المِعيارَ
إنَّ الورودَ اليومَ تضفي بهجةً
كي تنعشَ الأقلامَ و الأفكارَ.
لا تجرحوا للوردِ خدّاً إنّه
كفرٌ، فلا تستأنسوا الكفّارَ.
في كلِّ عطرٍ نفحُ فكرٍ عالمٍ
يستنهضُ الأحياءَ و الأحرارَ.
هبّوا إلى إنقاذ وردٍ حالمٍ
مِنْ ثلّةٍ لم تدرسِ الآثارَ
في خَنقِ عطرِ الوردِ إجرامٌ فلا
تقبل،ْ و حطّمْ جاهلاً غدَّارَا.