الحلمُ المُزعج
وجدتُ نفسي في إحدى الليالي
غريبَ الطبعِ، لم يخطُرْ ببالي
بأنّي لن ألبّي صوتَ قلبي
جواباً، يقتفي إثرَ الخيالِ.
وقفتُ بُرهةً، أسعى ابتعاداً
عَنِ الكِثبانِ، صارتْ في تلالِ
و هاجت من فلولِ الرملِ بعضٌ،
بقايا مِنْ نساءٍ، أو رجالِ
فأحسستُ اختناقاً في حروفي
و تاهَ الفكرُ في جوف الرمالِ.
و صارتْ حاجتي للماءِ، تقوى
و صارتْ ركبتا شعري بحالِ
تردّى كلُّهُ، لم أقوَ فعلاً
فصارَ العجزُ في حجمِ الجبالِ
شعرتُ الخوفَ كابوساً و يأساً
أصابَ الفكرَ منّي بانحلالِ
قبضتُ قبضةً، منْ قلبِ رملٍ،
فصارتْ قبضتي تشفي انفعالي
و صارتْ لهفتي تزدادُ شوقاً،
لتنجو منْ مصيرٍ في وبالِ
صرختُ صرخةً، جاءتْ تدوّي
دويّاً مُرعباً، أرخى عِقالي
أفقتُ مِنْ منامٍ، فارتعشتُ
هدوءاً، ساد أعصابي و بالي
حمدتُ اللهَ، قلتُ الحلمُ كانَ
ثقيلاً، أمسى في حكمِ الزوالِ
لماذا الخوفُ مِن أحلامِ ليلٍ؟
لأنَّ العقلَ يسعى للضلالِ!
فإنْ صلّيتَ مِنْ قلبٍ خَشوعٍ،
قُبيلَ النومِ، لن تُرمى ببالِ
و لن يبقى مِنَ التفكيرِ شيءٌ
يعاني مِنْ كوابيسِ القتالِ.
ضميرُ المرءِ، مرتاحٌ كثيراً،
صلاةُ الصدقِ تسمو في العلالي
و صوتُ القلبِ و الإيمانِ، يعلو
و يأتي الردُّ مِنْ ربِّ الجلالِ
هدوءً خالصاً، لا خوفَ فيه،
و نوماً هادئاً في كلِّ حالِ.