سَلوا التاريخَ عنّا و الزّمانَ
و عمّا ذقتمُو مِنّا هَوانَ
فنحنُ أمّةٌ بالسّيفِ جاءتْ,
تزيحُ الرأيَ, لا يَلقى مكانَ
و مَن لا يرتضي بالحكمِ قهراً,
سيلقى الويلَ, لن يبقى مُصانا.
سَلوا التاريخَ, كم زوّرنا فيهِ,
و كم في سِفرِهِ, جِلنا زمانَا
سَلوا الأرحامَ, كم مزّقنا منها.
سَلوا أحكامَنا, و الجورُ كانَ.
سَلوا الأيّامَ عنّا, فهي تحكي
لكم أسرارَنا, مَهوى هوانا.
سَلوا الأحداثَ عنْ فَتكٍ و ظلمٍ
لنا في باعِهِ طولٌ, غوانا.
سَلوا الأقوامَ عنّا, كيفَ كنّا
نبيدُ الناسَ, لا الإرهابُ لانَ
و لا الإجرامُ مِنّا قد تَوانى
عنِ الإقدامِ باستهدافِ خَلْقٍ
أحبّوا السّلمَ, و اشتاقوا الأمانَ.
سَلوا التاريخَ عمّا قد صنعنا
بهذا الكونِ, أمعَنّا امتهانَ.
يَظّلُّ الجهلُ عنواناً و فخراً
لنا, هلاّ لمستمْ عنفوانَا؟
سَلوا التاريخَ عن غزوٍ, أَبَدنا
يهوداً و النّصارى. مَنْ رآنا
بذاكَ الحجمِ مِنْ حقدٍ و عنفٍ,
تمنّى الموتَ, ميئوساً مُهانا.
سَلوا عنّا, لقد كَفّرنا فكراً
أتى للعلمِ دعماً و احتضانا
لأنّ العلمَ نورٌ, قد يضيءُ
لنا خِزياً و جهلاً و احتقانا.
سَلوا عنّا, فنحنُ اليومَ نمضي
على نهجٍ, و لن نُرخي قوانا
إلى أن تعلمَ الأكوانُ أنّا
جراثيمٌ, و قد غطّتْ مكانَ.