لكلّ فَورةِ دَورة
شعر/ فؤاد زاديكى
في الزُّهدِ شعرٌ و الوَرَعْ
عنْ روحِهِ لم يَنْقَطِعْ
*
الغيمُ في إيمانِهِ
ما كان حتّى يَنْقَشِعْ
*
أُصغي لصوتٍ باطِنٍ
و الصّوتُ جِدًّا مُرْتَفِعْ
*
يدعو إلى الغفرانِ كي
يبقى طويلًا, لا يَقَعْ
*
ما مِنْ مصيرٍ آمِنٍ
بالقلبِ أنواعُ الوجَعْ
*
ربّي غفورٌ مُدرِكٌ
هذا بعقلي المُتَّسِعْ
*
لكنْ طريقي مُوحِشٌ
مَنْ ذا لأوزاري يَضَعْ
*
حَدًّا, لأحظى بالذي
حَيلي بِهِ لا يَنْقَطِعْ
*
ذنبي عظيمٌ, ينبغي
عنْ كلِّ إثمٍ أمتَنِعْ
*
بالشّكرِ أسعى شاعرًا
و الوزنُ إيقاعُ السّمَعْ
*
أجثو ضعيفًا عاجِزًا
و الفكرُ في بحرِ الفزَعْ
*
ربّي, إلهي, مُنقِذي
أرجوكَ دعني لا أقَعْ
*
في فَخِّ إغراءٍ و لا
في فَكِّ طَيشٍ مُنْصَرِعْ
*
في الزّهدِ شعري بينما
نفسي قَدِ انشقَتْ قِطَعْ
*
مِنْ حيرةٍ أسبابُها
ما كنتُ فيها المُقْتَنِعْ
*
إنّي أرى في ضعفِها
أمرًا بِغيرِ المُنْتَفِعْ
*
ما لي سواكم يا أبي
أخشى ارتعاشاتِ الصّرَعْ
*
نومي قليلٌ كلّما
حاولتُ ليلي أضْطَجِعْ
*
زُهدٌ و نسكٌ ما بِهِ
مِنْ كلِّ ما حولي طَمَعْ
*
قد باحَ شعري سِرَّهُ
و السّرُّ بالبَوحِ انقَشَعْ
*
مَنْ كانَ مثلي شاعرًا
سَهْلٌ عليهِ المُرتَفَعْ
*
عينا شعوري دائمًا
في البحثِ عَمّا يبْتَدِعْ
*
حُسنًا جميلًا آسِرًا
و القلبُ فورًا ينْدَفِعْ
*
هذا صراعٌ قائمٌ
بيني و بيني كي أقَعْ
*
يومًا بمحظورِ الهوى
فالقلبُ يُغريهِ الدّلَعْ.