بالقّصفِ لم يَبخَلْ على الأحياءِ
(نيرونُ سوريّه) و لا الأمواتِ
ماذا سيُحكى عندما التاريخُ
يأتي بكَشفِ الهَولِ و الويلاتِ؟
تبّاً لمنْ لم يفهمِ التاريخَ
أو يُدركِ الأسبابَ و العلاّتِ
هذا نظامٌ لم يَعُدْ معقولاً
يحيا جنونَ الإثمِ و الهَنّاتِ
القتلُ عنوانٌ هوَ الإصلاحُ
و البّطشُ و الإكثارُ مِنْ طّعناتِ.
يا أيّها المعتوهُ و الطمّاعُ
لم تكتفِ بالنهبِ مِنْ خيراتِ؟
يا أيّها السفّاحُ و الغدّارُ
لم ترتوِ مِنْ شربِكَ الكاساتِ؟
يا أيّها المغرورُ و المشدودُ
للحكمِ و السّلطانِ و البوزاتِ؟
لم تتّعظْ ممّا أتاهُ الشّعبُ
في بعضِ بلدانٍ مِنَ الثوراتِ
لم تحتَرِمْ نصّاً مِنَ القانونِ
فاخترتَ هذا الكمَّ مِنْ آفاتِ
حتّى تبيدَ الشّعبَ, و الإجرامُ
قد دلَّ عمّا في صميمِ الذّاتِ.
يا أيّها المنجوسُ و المَنبوذُ
مِنْ كلِّ ما في الحقِّ مِنْ إثباتِ
أجرمتَ لم ترحمْ بكاءَ الأمِّ
أو لوعةَ الأيتامِ في البلداتِ.