يا حديثَ السّحرِ
أظهرتْ لي نهدَها تغريني قلتُ:
ما بكِ تبغينَ حتفي؟ أم هلاكي؟
كلّما أمعنتُ فيه غاب وعيي
و انقضى صبري و عزمي يا ملاكي!
إنّك حاولتِ إغرائي بلينٍ
لم أرَ مثلا له جاء ارتباكي
صدّقيني كم رأيتُ من جمالٍ
لم أرَ في العمرِ جزءاً من صفاكِ!
رقّةٌ أغرقتُ نفسي من هواها
ها هي تُسقى بفيضٍ من حلاكِ.
دفئكِ المخلوقُ من رفقٍ حنونٍ
يرتقي بالوجدِ. مَنْ يقوى سواكِ
يجعلُ الأنهارَ تجري في حضورٍ
من أمانيها التي تخطو خُطاكِ؟
يا حديثَ السّحرِ يا همسَ المعاني
يا نقاءَ العشقِ تأتي حلمتاكِ
يا إلهي إنّ في الأكوانِ سحراً
غامراً وجهَ الأغاني من رُباكِ!
نهدُك الفتّانُ أبهى من ضياءٍ
فيه تكويرٌ كبدرٍ قد حباكِ
تصدحُ الأشواقُ منه في حياءٍ
ساحرٍ يُغري فلا أدري مداكِ!
حدّثيني عن هوى نهديكِ كيفَ
ذلكَ السّوتيانُ في رفضِ انفكاكِ
يتّقي المولى بسترٍ حين يأتي
حلمةَ النهدينِ أشواقَ العراكِ
إنّه يأبى ابتعاداً عنه و هو
يهمسُ في أذنِه همسَ احتكاكِ!
إنّه يُجري حديثاً في عناقٍ
موجُهُ رشفٌ مُريحٌ غيرُ شاكي.
حدّثيني و انظري كيف أصيرُ
إنّني المجنونُ في سعيٍ أتاكِ
عذّبيني ما استطعتِ اليومَ صرتُ
من عبيدِ الحسنِ في مَرمى هواكِ!