صِرَاعُ القَلبِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
صِرَاعُ القَلبِ مَشْرُوطٌ بِعِشْقِ ... صِرَاعٌ رُبَّما بِالوَقْعِ يُشْقِي
مَسَاعِيْنَا إلى إدرَاكِ هذا ... لَهَا أبعَادُها, و البُعْدُ يُبْقِي
على مَردُودِهِ في كلِّ حالٍ ... لأنّ النّفسَ للأعماقِ تُلْقِي
بِهَمٍّ ماثِلٍ إنْ زادَ عِبءٌ ... لِيَغْدُو غَائِصًا في عُمْقِ عُمْقِ
لِهذَا يَنْبَغِي حِرْصٌ شَدِيدٌ ... إذا ما النَّفْسُ في إدْرَاكِ فَرْقِ
صِرَاعٌ بِاشْتِعالِ الحُبِّ تَقْوَى ... دَوَاعِيْهِ, تُوَافِي كَلَّ عِرْقِ
عَلَيْنَا أنْ نَعِي أسبابَ هَجْرٍ ... إذا ما العِشْقُ مَأمُورٌ بِنُطْقِ
مَصِيْرُ القَلْبِ في إعصارِ رِيحٍ ... مَتَى يُمْنَى بِإخْفَاقٍ لِخَفْقِ
و أمَّا إنْ ألانَ الحَظُّ ظَرْفًا ... فَمَنَّ الوصلَ إرْضاءً لِعِشْقِ
فإنّ الحالَ يُمْسِي في هَنَاءٍ ... جَنَاحُ الطِّيبِ إطْلَاقٌ بِطَلْقِ
صِرَاعٌ لَمْ يَزَلْ, مُذْ كانَ عِشْقٌ ... و كانَ القَلْبُ في ضَرْبٍ بِرِفْقِ.