عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-07-2008, 08:32 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,979
افتراضي أمجادُ وهمٍ. شعر: فؤاد زاديكه

أمجادُ وهمٍ


الخيلُ و الليلُ و البيداءُ في نَحَبِ
إنّ الأعاربَ قومُ الجهلِ و الكَذِبِ

بالأمسِ كانوا على ظلمٍ و تفرقةٍ
و اليومَ أبقوا على ما كانَ مِنْ سبَبِ.

أمسى التفاخرُ شغلاً و هو يعجبُهم
يا ويلَ جهلٍ و أوهامٍ على نسَبِ.

يأتونَ مدحاً لأمجادٍ على الشّهبِ
و المجدُ يبعدُ أميالاً عنِ العرَبِّ

لو شئتَ تدركُ ما الأمجادُ و الشّهبُ
أيقنتَ أنّ مصيرَ العُربِ للتعَبِ

فالعُرْبُ عاشوا على حربٍ تمزّقهم
مِنْ كلِّ صنفٍ مِنَ الأخلاقِ ما يَعِبِ

أحقادُ ماضٍ و سبيٌ كان شيمتهم
و الغزو أفرزَ ما موجودُ مِنْ حِقَبِ

أمجادُ وهمٍ هي أمجادُ أمّتهم
في عصرِ علمٍ على جهلٍ و مُضْطَرِبِ.

لا تلقى علماً و لا فِعلاً يُشَرّفُهُمْ
فالقهرُ يهلكُ عزمَ النفسِ في حَرَبِ*

حالُ الثقافةِ في أوساطهمْ سقطتْ
فالخوفُ يقطعُ روحَ العزمِ و الطلَبِ.

حالُ التخلّفِ مُزرٍ ليس ينفعُهم
ترقيعُ وجهٍ فجرحُ العارِ في نَدِبِ**

أيُّ انتصارٍ لماضٍ كان شرّفهمْ؟
كان انتصاراً على بعضٍ بلا أدَبِ

فالسّبيُ كان مُشاعاً عندهم شرفاً
و الوضعُ أُنزفَ مِنْ حرقٍ و مِنْ لَهَبِ

لا حقّ تلقى لإنسانٍ بمجتمعٍ
سادَ التدهورُ أخلاقاً و في عَجَبِ

و الأنثى عاشتْ كمخلوقٍ له سمةٌ
فيها الخنوعُ الذي بالعنفِ مُرْتَكَبِ

في واقعِ العُرْبِ تبقى الأنثى عاجزةً
تلقى اكتواءَ الأذى و الضغطِ و الكَرَبِ.

حُكّامُ قهرٍ و شعبٌ خائفٌ وَجِلٌ
حالٌ ستشهدُ للتاريخِ و الحِقَبِ

ليست لديهم نوايا الصدقِ راغبةً
في كشفِ بحرٍ منَ الأخطاءِ و النُّوَبِ.

أخطاءُ ماضٍ, و أخطاءٌ تواكبُها
في حاضرِ اليومِ, و الوضعانِ في صَعِبِ

أينَ الأماني نراها في غدٍ يَفِدُ
صدّقني ليس لديهمْ مِنْ غدٍ يَثِبِ!

الجهلُ يبقى لهذا الشّعبِ سيّدَهُ
و الداءُ يصمدُ في ضربٍ مِنَ ال (وَجَبِ)

في كلّ بلوى و إخفاقٍ لهم تُهَمٌ
عاشوا اجتراراً لها مِنْ دونِ مُكْتَسَبِ

هذي الحقائقُ صارت واقعاً و لها
نبكي, و تبكي شعوبٌ حالةَ العَرَبِ!



الحَرَب: الهلاك
نَدِب: ظهور بثور و ندوب على الوجه و الجسم.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس