أخْفَتْ شُعورًا أرَدْتُ اليومَ تُظْهِرُهُ ... لكنَّ خوفًا شديدَ الوقعِ يَأْسِرُهُ
للقلبِ شأنٌ وشأنُ الشِّعرِ أجمَلُهُ ... إنْ هاجَ حَرْفًا فَجاءَ النَّظمُ يَشْعُرُهُ
العشقُ داءٌ قديمُ العَهْدِ مِنْ زَمَنٍ ... والقلبُ يركُضُ خلفَ العشقِ يَعْبُرُهُ
حيثُ القوافي لها عِشْقٌ يُنادِمُها ... سِحْرًا رقيقًا وعشقُ النّظمِ أَبْحُرُهُ
أخْفَتْ شُعورًا لأنّ العشقَ مَلْحَمَةٌ ... خافَتْ إذا انْطَلَقَتْ بالبَوحِ أنْهُرُهُ
أوتارُ نَظمي على خَفْقٍ لها عَزَفَتْ ... لحنَ انْتِمائِها للإحساسِ تَغْمُرُهُ
يا ليتَ قلبَكِ في إصدارِ موجَتِهِ ... يحنو بِعَطْفِهِ والأشواقُ تَنْصَهِرُ
ما عشتُ يومًا لغيرِ العشقِ في طَلَبٍ ... نَظْمًا يَطيبُ هوىً يحلو تَبَحُّرُهُ
لا خوفَ عندي فإنّي في مُنازَلَةٍ ... عَزْمي يُواصِلُ إصرارًا سَيَقْهَرُهُ
أخفيتِ عنّي شعورَ العشقِ في خَجَلٍ ... هلْ ذا يُغَيِّرٌ في أمْرٍ ويَسْتُرُهُ؟
قد بانَ فِعًلًا وُضوحٌ ظاهِرٌ فَلِمَ ... منكِ انْحِسارٌ وهذا الصَّدُّ يُظْهِرُهُ؟
لُطفًا أرِيْنِي وعَطْفًا في بَشاشتِهِ ... يُعطي شُعورَ الرِّضى والطِّيبُ مَظْهَرُهُ
أخْفَيْتِ هذا لِوَقْتٍ صارَ في خَبَرٍ ... مِنْ فِعلِ كانَ الذي ماضٍ وأسْطُرُهُ
بِالأمسِ كُنّا وأمّا اليومَ في زَمَنٍ ... فيهِ الذي أمَلٌ آتٍ تَصَوُّرُهُ.