إلفيو آهَة مِينسَاها، و مَعُو إلى القبر ودّاها(دَلّاهَا)
بقلم/ فؤاد زاديكى
إلفيو: الذي فيه. مَنْ به. مَنْ عنده ... الخ
آهَة: هي تحريف عاهة. وهي العلّة المرضية. وتكون هذه العلّة على الأغلب جسديّة لكنّ المراد بها هنا هي العلّة النفسية المعبّر عنها بالفعل و السلوك و ليس المقصود هو العلّة البدنيّة. و الآهة: هي العادة التي درج عليها الانسان و الذي لم يعد بمقدوره التخلّي عنها و هي تكون على الأرجح عادة مقيتة و سيئة مستعبِدة تحاول بكلّ وسائل الإغراء أن تحيك شباك الضعف و الاستسلام لإرادة الانسان حتى توقعه فريسة أنيابها. و متى تمكّنتْ منه صارت تنهش فيه كما تشاء فيصير – و الحال هذه - عاجزاً مسلوب الإرادة مَسُوقاً بدافع الرّغبة إلى الاستمرار في ممارستها لكونه وقع تحت سحر مغرياتها.و صار أسيرًا لها.
مِينسَاها: أي سيذكرها و يمارسها و لن يتخلّى عنها. فهو لن يغفلها أو ينقطع عنها ناسياً إيّاها. . لن ينساها
و قد نظمتُ شعراً بهذا الخصوص و لأجل هذا الغرض أقول فيه:
مَنْ قد يُعاني عِلّة ً أو آهَهْ .. ما الظنُّ حتّى مَوتِهِ يَنْسَاها
تجري به في طَبْعة ٍ مَنبوذة ٍ .. تستهلكُ الأعصابَ ما أقساها!
تدعو إليها رغبة ٌ مَحمومةٌ .. تكوي بِحُكمٍ عندما نَسعاهَا
محبوكة ٌ منها خُطىً في سَيرِها .. تَنْساقُ مسحوراً لها تَهواها
ما نافع ٌ منها بِوَصل ٍ عاشق ٌ.. لا مُرْتَجى منها و مِنْ مَرْماهَا
كم نالَ منها خيبةً أزلامُها.. يَقوى هَواها, إذْ بهِ بَلواهَا
بالسّعي جَهداً نَتَّقي إغراءَها .. و الخوضُ فيها قاهرٌ مسعاها
في شَحْذ جَهدٍ نافِعٍ نسعى لهُ .. ننجو بنفسٍ لا نقولُ الآهَا.
و يُضرب هذا المثل الأزخيني المعروف لدينا في آزخ و ديريك و الجزيرة السورية بين أبناء آزخ و يدلّ على أنّ عادة سيئة قد تمكّنت من سلوك الشخص المقال من أجله هذا المثل فبات لا يستطيع التخلّص منها أو الإقلاع عنها, فهي تأصّلت فيه.
و توجد أمثال في اللغة الفصحى تعطي نفس المعنى مثل: "مَنْ تعوّد على شيء عاد عليه" و المثل " مَنْ شبّ على شيء شاب عليه" و المثل " ما عدا مِمّا بدا ". كما يوجد ذلك في بعض الأمثال العربية العامية لشعوب الأمة العربية المختلفة و من هذه المثل الشّامي القائل: "فالِجْ لا تعالِجْ ".
من كتاب(المُنتخَبْ من جداول آزخ الصّافية في ما ذهبَ من الأمثال على السّجع و القافية) تأليف فؤاد زاديكه