دعِي الأفراحَ تأخذكَ!
دعِي الأفراحَ تأخذكَ
إلى ما تشتهي أبدَا
فلا تبخلْ على وقتٍ
و مدّْ من راحتيكَ يدا
عذابُ الدّهر يضنيكَ
بهمٍّ يقهرُ الجسدَ.
تساءلْ ما الذي يجري
إذا ما حزنُكَ حصدَ
نعيمَ الفرحةِ الكبرى
و أرخى عبئه فردَ؟
أسيرُ الحزنِ لا يقوى
على عيشٍ يرى رغدَا
فكنْ من رعشةِ الرّوح
كمنْ أشباحَه طردَ!
خليلي املئي الدنيا
حبوراً هام منفردا
و كنْ في يومك و غدٍ
لما يأتيك مجتهدا
و لا تبكي على أمرٍ
فإنّ العمرَ لن يجدَ
من الأوقاتِ ما يكفي
لنأتي الحزنَ و النّكدَ!
تأمّلْ حكمةَ الرّحمن
لا تغدو بها ولدا!
و كنْ في وجه عاتيةٍ
كطودٍ شامخٍ صمدَ
فإنّ الضّعفَ لا يجدي
و ما يجديكَ أنْ تئدَ
صنوفَ الحزنِ ترميها
و تأتي عزمَك السّندَ
حياةُ المرءِ حافلةٌ
بما ضمّ و ما شردَ
فلا الأموالُ تغنينا
متى يأتيها مَنْ عبدَ.
و لا في قلّةٍ منها
يكونُ الفقرُ مُسْتَنَدا!
فنوّرْ عقلك واسلكْ
سبيلاً نافعاً رَشُدَ
و كنْ في غابة الدنيا
هصوراً قاهراً أسدا.
متى فيضٌ كآبتُك
يسوقُ موجُها الزّبدَ
تعيش الوهمَ منكسراً
بخوفٍ يخرقُ الجلدَ.
دعي الإيمانَ يغمركَ
و غرّدْ و انشدِ الحمَدَ
غناكَ النّفسُ ما تأتي
و ليس الجيبُ مُعْتَمَدا!