ضاعتِ الأحلامُ
ضاعتِ الأحلامُ في واديكِ
واختلّ السّلامُ
هاجتِ الأمصارُ والأقطارُ
و اشتدّ الظلامُ
نامتِ الأحلامُ و الأقلامُ
و انهارَ الوئامُ
ذابتِ الآمالُ تشقى
في حنايا الحَلْقِ
و اعتلّ الكلامُ.
لم يعدْ بيني و بين الماضي
يا مولاتي جسرُ
قد غدتْ أيّامُ عزّي
في مهبّ الرّيحِ
يعلوها السّقامُ.
انقضى الأمرُ
ونزّ الجرحُ
و استُلّ الحسامُ.
قلتُ إنّي لم أعدْ أشقى
ومهما القلبُ
أغراهُ الهيامُ
لم يكنْ بدٌّ من التّسليمِ
إنّ الحالَ أعياهُ انقسامُ
في هياجِ الشّوقِ مذبوحاً أعاني
حول خصر القلبِ
قد شُدّ الحزامُ
أتعبَ الإنهاكُ صدري
لم أعدْ أقوى أنامُ!
إنّك استقويتِ خصماً
ذلّني منه الخصامُ
آهِ من خصمي ومنك
كلُّ ما فيّ انهزامُ
ضاعتِ الأيّامُ والأحلامُ
وانزاحَ الغمامُ
قد عرفتُ اليومَ إنّي
ليسَ من أمري قيامُ
قد خسرتُ نفسي حينَ
شئتُ دنياكِ تُقامُ
خيبتي أبقتْ ظنوني
لا يوافيني المنامُ
لوعتي أحيتْ عذابي
فالهوى فيك احتلامُ!