بينَ أمسٍ و اليوم
شعر/ فؤاد زاديكه
بينَ أمسٍ و بينَ يومي الكثيرُ
مِنْ فُروقاتٍ و منها ما يضيرُ
فالطّعامُ اليومَ ما فيهِ غِذاءٌ
نافِعٌ في صِحَّةٍ و هوَ كثيرُ
كُلُّ ما في السّوقِ مَحقونٌ بِمَصْلٍ
لانتفاخٍ أو لإنضاجٍ يفُورُ
بينما بالأمسِ كُنّا في هناءٍ
نأكلُ الصّحيَّ منهُ يا سميرُ.
نشتري موزًا و بالبرّادِ كانَ
بعدَ حينٍ لونُهُ الزّاهي يَبورُ
كُلُّ ما بالسّوقِ مَعروضًا مُضِرٌّ
حتّى ذاكَ اللّحمُ مَغشوشٌ خطيرُ
منطقُ الأخلاقِ بالأرباحِ ضاعَ
صوتُ حُزنِ المُشتري منهُ الصّريرُ
لا مُراعاةٌ لِما الإنسانُ يجني
مِنْ مَضَرّاتٍ, فهم ضاعَ الضّميرُ
إنّهم تُجّارٌ موتٍ بامتيازٍ
قلبُهمْ جُلمودُ صخرٍ بلْ صُخورُ
ما لنا غيرُ الرِّضى, فالشّكوى مِنّا
ما لَها نَفعٌ, و ذا الأمرُ العسيرُ
بينَ (حَانا) قد أضَعْناها و (مَانا)
إذ يرى هذا الذي يجري الضّريرُ.