مفعُولُ الصّبرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
كانَ ظنِّي قائِمًا ... عندَ وعيٍ قَاصِرِ
مُنذُ أنْ أَنْجَبْتِنِي ... يا حياةَ القَادِرِ
قُلتُ نفسِي لم تَزَلْ ... في حَمَاسٍ فَائِرِ
إنّ روحي فَهْمُهَا ... لم يَكُنْ بالخَاطِرِ
أعْلَنَتْ إفلاسَهَا ... مِنْ زمانٍ بَاكِرِ
ضاعَ جهدِي كلّما ... شِئْتُ فوزَ الظَّافِرِ
بانَ ضَعفِي واضِحًا ... في خَلايَا شَاعِرِ
كيفَ لِي أنْ أنتَهِي ... لِلمُرَادِ الوَافِرِ؟
بِي هُبُوطٌ مُزْعِجٌ ... ظلَّ دَومًا آسِرِي
إنّني في أزْمَةٍ ... أحْتَمِي بِالصَّابِرِ
إنّ ما حَولِي بِهِ ... كُلُّ حُكمٍ قَاهِرِ
دامَ ظنِّي هكذَا ... دونَ فَهْمِ الظّاهِرِ
كيفَ لي في حالَتِي ... هذهِ يا ناظِرِي
أنْ أرَى ما باطِنِي ... حامٍلٌ بالحَاضِرِ؟
حِيْرتِي كانتْ لَهَا ... مُعْطيَاتُ الحَائِرِ
إصطبارِي واجِبٌ ... ما أنا بالكَافِرِ
رغمَ ما أعْلَنْتُهُ ... مِنْ ضَيَاعٍ خَاسِرِ
قُلتُ إنّي مُتْعَبٌ ... مَنْ سَيَغْدُو نَاصِري؟