أهوالُ الشرّ
هاجتْ و ماجتْ تشاءُ الخيرَ يندحرُ
أمواجُ شرٍّ بهذا الكونِ تنتشرُ
هاجتْ تعلّلُ بالآمالِ رغبتَها
فيها الشّرارةُ و الإعطابُ و الضّررُ
ماجتْ تُقَلِّبُ في الأيامِ تنخرُها
سوساً، تعفّنَ منهُ القلبُ و البصرُ
هاجتْ و ماجتْ، ليبقى العنفُ سطوتَها.
تغزو المتاعبُ، و الأخلاقُ تحتضرُ
شرٌّ تفرّدَ بالإيذاءِ منتعشاً
لا يسلمُ القدرُ المكتوبُ و البشرُ
وضعٌ تعقّدَ للإنسانِ، آلمَهُ
خوفٌ تعاظمَ و الأحوالُ تنفجرُ
ما عادَ يطمع من دنياهُ في أملٍ.
بحرُ المخاطرِ جَرّافٌ و مُنْحَدِرُ
هاجتْ شوائبُ شيطانِ الأذى ملكتْ
و النفسُ شوقُها للشيطانِ يأتَمِرُ
قد أزهقَ الشّرُّ روحَ الخيرِ أتلفها
لم يُدركِ الناسُ أين الأمنُ و الحذرُ
الفكرُ أصبحَ مشغولاً بمحنتِهِ
ضعفاً، تعلّقَ بالأوهامِ ينبهِرُ
إنَّ التواصلَ بالأوهامِ يجعلُنا
مرضى ابتزازها، لا تسمو بنا الفِكَرُ
يستنفرُ الشّرُّ أجناداً لهُ خضعتْ
و الكونُ يبلعُ أهوالاً بها الخطرُ.