كيف للإنسانِ في هذي الظّروفِ
حيثُ إجرامٌ على مَرأى الألوفِ
كيفَ للإنسانِ لا يُبدي امتعاضاً
و انفعالاً مُشمئزاً في وقوفِ؟
حاكمٌ مُستهترٌ بالشّعبِ يقضي
وطرَهُ في القتلِ مِنْ كلِّ الصّنوفِ
كيف للإنسانِ أن ينحى ابتعاداً
عن مراميهِ بمزمورِ العُزوفِ؟
يُقتَلُ الأطفالُ في عِزِّ النّهارِ،
يُذبحُ الأحرارُ ذَبْحاً في صُفوفِ
كيفَ لي و القلبُ مدميٌّ, أغنّي
للجمالِ الحُلوِ، أو أبني حروفي
مِنْ بيانِ الوصفِ في حسنِ المعاني
و الأذى بالشّعبِ يُعلي مِنْ سُقوفِ؟
أحرفي تبكي، و أشعاري تنوحُ
و انفعالاتي على وَقعِ السّيوفِ
كيفَ لي أن أحتوي حزني طويلاً
شعبُ سوريّا يُعاني مِنْ نزيفِ؟
حاكمٌ فَردٌ، جبانٌ مُستَبِدٌّ
مولَعٌ بالقتلِ و العُنفِ المُخيفِ
كيف للإنسانِ، يستحلي نظاماً
مُجرِماً كالبعثِ في كلِّ الظّروفِ؟
أيُّها المَنبوذُ، اِرحَلْ عنْ بلادي
و انتَظِرْ حكماً مِنَ القاضي المخيفِ