(جبريلُ) أخطأَ بالتعبيرِ لمْ يَكُنِ
ذاكَ المُلِمُّ بما في السّرِّ و العلَنِ
هل كانَ يجهلُ ما في لهجةِ العربِ
فاختارَ (إقرأَ)1 في جَهلٍ و لم يَعِنِ
بحثُ التعمّقِ في القاموسِ ينشدُهُ
حتّى يفرّقَ بينَ الماءِ و اللبَنِ؟
ضلَّ الطريقةَ في المسعى, فَضلَّ بهِ
خَلطُ اختيارِهِ للألفاظِ في سَكَنِ
إذْ قالَ (إقرأَ) و المقصودُ أن يُمْلي
"آياتِ ربِّهِ" في التاريخِ و الزّمَنِ
ما كانَ يعلمُ أنّ الأمرَ يحرجُهُ
يوماً سيسخرُ منهُ البعضُ في زمني
هل كانَ يجهلُ جبريلٌ مُهِمَّتَهُ
أم شاءَ يسخرُ بالتدليسِ و الوَسَنِ؟
أم أنّ سهوَهُ أسبابٌ مُتَرْجِمُهُ
فالقومُ بدوٌ و جاءَ الوحيُ مِنْ مُدُنِ؟
هذا التخبّطُ في الألفاظِ يشغلُنا
"فاللهُ أرسلَ جبريلاً على سُنَنِ"
و اللهُ ألزمَ جبريلاً لينقلَهُ
أمْراً (بإقرأَ) لا الإملاءِ وا حَزَني!
لو كانَ يفهمُ جبريلٌ مُهِمَّتَهُ
لاختارَ أصوبَ تعبيرٍ بلا لَكَنِ
قُلْ كيفَ يقرأُ أميٌّ و في يدِهِ
لا شيءَ يُقرأُ قُلْ ماذا؟ و هل تُرِنِي؟
حاولتُ أسألُ مِن حقّي فجئني بِما
يشفي القريحةَ في تفسيرِكَ الحَسَنِ
إنْ جئتَ تشتمُ فالإفلاسُ تعلنُهُ
ردّاً فتقبعُ بينَ الضعفِ و الوَهنِ
جئني بردّكَ مَدعوماً ببرهانٍ
أو بالأدلةِ في توضيحِها المَرِنِ
لا بالتحذلقِ بالألفاظِ تنشئُهُ
منْ دونِ منطقِ معقولٍ و مُمْتَحَنِ.
1- كان يجب أن يقول جبريل لمحمد (إِحْفظْ) و ليس إقرأ لعدم وجود ما يمكن أن يُقرأ بيد جبريل فالوحي المزعوم قيل أنه نزل شفويًا و ليس كتابيًّا. أول آية في القرآن تدلّ على بُطلانِه و عدم صحّة أنّه من عند الله.