عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-07-2008, 06:56 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي الحنين. شعر: فؤاد زاديكه

الحنين


بترَ الحنينُ من العيونِ ضياءَ

مِنْ فرطِ ما نزفتْ رؤىً و بكاءَ

فإذا المواجعُ شَرّعتْ أبوابَها
فعزاءُ هذا الصبرِ أمسى وباءَ.

جرعَ الفؤادُ كؤوسَ حزنِهِ غمّةً
قِرَبُ الديارِ تقطّعتْ أشلاءَ

ملكتْ جراحُ الغربتينِ على المدى
فقضتْ على أملٍ أراهُ جلاءَ.

قلتُ اسألي عنّي المطارحَ كلَّها
قلتُ انشري منْ مقلتيكِ رجاءَ.

تَعِبُ الحنينُ بخاطري و جرى دمي
في منبعِ الشِّريانِ صارَ عزاءَ

لكأنّ في طرْفي الحصى متأجّجٌ
و كأنّ في بَصَري الرؤى العمياءَ.

هَيَجُ الديارِ تشدّني أشواقُهُ
زَفَرَاتُهُ انصهرتْ أتتْني بلاءَ.

خطرَتْ على إيقاعِ جُرحيَ نزوةٌ
رسمتْ هواها تهامستْ غرّاءَ.

ثَقُلَ الحنينُ بخاطري, و سطا على
كَتِفِ المواجعِ فاستعرتُ رثاءَ

هِمَمُ القصائدِ ما أتتني فوائدَ
فالجرحُ عمّقَ لوعتي إيذاءَ

و غدتْ رياضُ العشقِ بعد مواسم
رَثَتِ العطاءَ فأصبحتْ جرداءَ.

لا يهنأُ الملتاعُ ضائعُ دارِهِ
فلهُ الكسوفُ قدِ استحلّ رداءَ.

فكأنّ سجنَ العمرِ أصبحَ منزلاً
و أسى التشبّبِ أغرقَ الأحشاءَ

كَبُرَ البلاءُ ببعدي عمّنْ شئتُهُ
يوماً حليفَ مودّةٍ و دواءَ

فهلِ الفراقُ مُقَدّرٌ أحيا له
ما نافعٌ أملٌ سأقضي شقاءَ؟


__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-07-2008 الساعة 06:58 AM
رد مع اقتباس