ملاكٌ طاهرٌ أنتِ
كشفتِ عن جلالِ الحسنِ ثَوْبا
فقلتُ: آهِ قد ذوّبتِ قَلْبا
ألا تأتينَ وصلاً يا فتاتي
حنوناً طيّباً عذباً و صَبّا؟
نظرتِ صوبَ عينيَّ اشتعالاً
و أحسستُ حريقاً حينَ هَبَّ
فزادَ الشّوقُ في قلبي ضِراماً
و أيقنتُ سيأتي اليومَ حَرْبا.
رجوتُ أنْ يكفّ الحسنُ عنّي
فما عدتُ لأقوى فهو صَبَّ
كؤوسَ العشقِ كأساً تِلوَ أخرى
فغابَ الوعيُ و استنفدتُ لُبّا!
حرامٌ يا فتاتي ما يجيءُ
بهاءُ السّحرِ منكِ الفنَّ ضَرْبا
ضعيفٌ بانكساري في شرودٍ
على أحلامهِ استحلاكِ عَذْبا.
أما وعدٌ يبانُ الأفقُ منه
عساهُ اليومَ يأتي الوصلَ قُرْبا؟
صلاتي في خشوعٍ يعتريني
أنا لا أرتجي هَدياً و تَوْبا
ملاكٌ طاهرٌ أنتِ و إنّي
على حبٍّ لك قد زِدتُ حُبّا!
أشاءُ المسكَ يغريني عطوراً
لإنعاشٍ أعبّ العِطْرَ عَبّا
سجدتُ للجمالِ الصّرفِ أتلو
من الآياتِ إعجازاً مُحِبّا
هُزمتُ لم أرَ نفسي ضعيفاً
بهذا القدرِ فاستغفرتُ رَبّا!