[fouadzadieke]

لطالما كانت هذه الأسئلة مطروحة للنقاش فإن النقاش البناء من الممكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية على غرار المثل العامي القائل: كرة الطين إن لم تعلق بالحائط عندما تضرب بها فهي قد تترك اثرا. لا مانع البتة من البحث في سبل و إمكانيات أن يتحقق حلم قد يبدو بعيد المنال. العالم كله يعرف أمة السريان و ما كان لها من فضل على البشرية من خلال نقل العلوم و الترجمة. إن مفكريها و علماءها و أطباءها و حكماءها أغنوا العالم و كانوا صلة الوصل بين اليونان و العرب و غيرهم. أرضنا التاريخية معروفة لكن الذي أعرفه جيدا أن الضعيف و لو كان صاحب حق لا يستطيع الحصول على حقه و لا الدفاع عن هذا الحق. إن الغيرة لدى الجميع على مصير أمتنا و مستقبل أبنائنا كبيرة و نحن لا نريد مما نقوله أن نعلن استسلامنا لكننا نقول: إن الأمة التي تنقسم على ذاتها تموت و تنتهي, و هذا هو شأن أمتنا السريانية. الكل يقول من الواجب أن نتحد و الكل لا يرغب في الاتحاد و لا يسعى إلى الاتحاد بخطى صادقة أمينة فالمصالح الشخصية و المحزوبيات و الانتماء العائلي و غيره من أمراض التخلف هي سائدة بيننا.
علينا أن نحترم أنفسنا و أمتنا و أن نوحد صفوفنا عندها سيحترمنا العالم و متى طالبنا بحق فربما تكون مطالبتنا ذات مردود إيجابي. نحن نعيش في عصر القوة التي تقهر الحق و تقضي على التشرذم و التشتت, فهل أمتنا متحدة؟ و القصة التي كتبتها البارحة يا أخي سمير هي خير دليل على أن شعبنا لا يحب أبناءه و أعني أبناء أمته. الحسد و الغيرة و الانتهازية و الوصولية و مسح الجوخ و العمالة و التآمر هي أمراض تنخر في جسد الأمة السريانية و هذا ما يجعل الألم أكثر شدة و قسوة و فظاعة. أتمنى أن يعود أخي أثرو و غيره من مفكرينا للبحث في الموضوع و إبداء المقترحات الممكنة للخروج من هذا الوضع غير المقبول. و مرة أخرى شكرا لك يا استاذ سمير على هذا الطرح المفيد.