الحياةُ مدرستي
شعر: فؤاد زاديكه
تَعَلّمتُ مِنَ الدّنيا أمورَا
و خُضتُ في أمانيها بحورَا
لأنّ الدّنيا يا هذا كتابٌ
كبيرٌ قد حوَى كَمّاً كثيرَا
مِنَ الأفكارِ و الأحداثِ فيها
معانٍ دبّجتْ حرفاً كبيرَا
معانٍ أفرزتْ علماً و فَهماً
و إدراكاً لمَنْ يبغي حضورَا
تعلّمتُ انضباطاً و احتراماً
و صبراً واثقاً أمسى قديرَا
و مارستُ التآخي مثلَ فَنٍّ
و أجريتُ ارتعاشاتي غديرَا
عرَفتُ الظلمَ و الإجحافَ لكنْ
جعلتُ الأمرَ لا يبدو عسيرَا
لأنَّ الوعيَ متروكٌ لدينا
لكي نختارَ ما يسعى اليسيرَ
و هذا من دواعي الفهمِ يبقى
و مِمّا قد يُلاقينا مَصيرَا
تعلّمتُ على أيدي كبارٍ
همُ المُعطونَ إرشادي ظَهيرَا
تعلّمتُ انفتاحاً و اقتداراً
و مارستُ اجتهاداتي صَبورَا
و هذا ما أعانَ الفكرَ حتّى
تغنّى يشرحُ الفكرُ الصّدورَ
أعاني بعضَ إهمالٍ و لكنْ
طموحُ الجِدِّ لن يبقى أسيرَا
هيَ الأسبابُ مَعروفٌ أبوها
و مَنْ والاها مقتولاً ضميرَا
نطاقي واسعٌ و الجِدُّ ماضٍ
إلى إثباتِ ذاتي كي أصيرَ
لغيري قدوةً و الحقُّ يبقى
غنيَّ العزمِ يأتيكَ المُثيرَ
سيبقى فِعلُ حرفي و اجتهادي
لما للصدقِ مقروءاً عصورَا
و تبقى ثورتي ناراً و نوراً
و يبقى دافعي دوماً مُنيرَا
لأنّ الخيرَ و الإصلاحَ فيهِ
و مَنْ يسعاهُ لن يغدو فقيرَا.