أوهامُ المسلِمين
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
لَيسَ بِالتَّكوينِ غيرُ المُسْلِمِينْ ... ظَنُّهُمْ هذا و قد خابَتْ ظُنُونْ
إنَّهُمْ جُزءٌ, و جزءٌ سَيّئٌ ... لم يَقَدِّمْ نافِعًا لِلعالَمِينْ
هَمُّهُمْ دِينٌ و إقصاءٌ و ما ... في حُدُودِ الجهلِ و الفِكرِ القَمِينْ
لا يَرَونَ الحقَّ إلَّا باطِلًا ... في غباءٍ جاهِلٍ لا يَسْتَكِينْ
يَفْهَمُونَ الدِّينَ في غيرِ الذي ... كانَ مِنْ دَعْواهُ في مَفْهُومِ دِينْ
يَمْنَعُونَ النّاسَ مِنْ حُرِّيّةٍ ... أو مِنَ التّعبيرِ في مَسْعًى مُهِينْ
يُظْهِرُونَ العدلَ في أحكامِهمْ ... بينما الأحكامُ في فِعْلٍ مُشِينْ
مُنذُ أنْ كانتْ لَدَيهِمْ دعوةٌ ... جاهَروا بالعُنْفِ ما جاؤوا بِلِينْ
غادَرُوا بُلدَانَهُمْ كي يَسْلَمُوا ... مِنْ أذى بَطشٍ يُرَى في أيِّ حِينْ
ثمَّ زادُوا مِنْ بلاءٍ, أفسدُوا ... في بلادِ الغربِ و اللهُ المُعِينْ
ما التِزَامٌ بالقَوَانينِ, التي ... نَظَّمَتْ بُلدانَ غَرْبٍ مِنْ سِنِينْ
حاوَلُوا تَطْبِيْقَ شَرْعٍ واهِمٍ ... لم يَكُنْ عَدلًا بيومٍ لو لِحِينْ
إرثُهُم مَورُوثُ فِكرٍ بائِدٍ ... لم يَكُنْ يَومًا مُفيدًا أو أمِينْ
رَفْضُنَا أفكارَهم داعٍ لهُ ... بلْ دَوَاعٍ, إنّهُ الوهمُ المُبِينْ
خَلَّفَتْ أفعالَ إرهابٍ, غَدَتْ ... مِنْهَجًا, مِيثَاقَ مَشرُوعٍ لَعِينْ
خَلْخَلَتْ أوصالَ أمنٍ, أثْبَتَتْ ... أنّها لِلْعُنْفِ جاءَتْ لنْ تَلِينْ
إنّ الاسْتِغْرَابَ جِدًّا مُدْهِشٌ ... هَلْ بِدِينٍ أم بِشَيْطَانْ يَدِينْ؟
مَنطِقٌ مُذْ صارَ أمرًا واقِعًا ... زَجَّ بالإنسانِ في قلبِ الأتُونْ
زَوَّرُوا تاريخَهمْ كَي يَسْعَدُوا ... والغُرُورُ المُبْتَغَى مِنهُ الجُنُونْ
هذهِ أفكارُهُم, أفعالُهُم ... فَاحْكُمُوا بالعَدلِ يا مَنْ تَعلَمُونْ
لو سَألْتُمْ جَمْعَهُمْ أو فَرْدَهُمْ ... ذاتَ يومٍ هل لِهذا تَفْهَمُونْ؟
لَنْ تَرَوا إلّا جوَابًا واهِيًا ... هُمْ بِصِدقٍ أمرَ هذا يَجْهَلُونْ
ما هُمُ في وَعْيِهِمْ, لا تَعْجَبُوا ...إنّنا نَرْثِي لَهُمْ, هُمْ جاهِلُونْ
جُلُّهُمْ يَنْقَادُ خوفًا, ما لَهُ ... أيُّ رأيٍ. هُمْ رُعاعٌ طَائِشُونْ
خَوفُنَا مِنْهُمْ مُحِقٌّ كونهُمْ ... ما بِحُبٍّ أو بِسِلْمٍ يُؤمِنُونْ.