زادني صمتي جموداً
بينَ أغصانِ اختيالي
تهتُ في يمِّ السّحابْ
زادني صمتي جموداً
عاثراً فيه اضطرابْ
زيّنَ الصّبحُ ارتعاشي
مثل آهي لا جوابْ
أشهدُ للحبِّ أنّي
فاقدٌ فيه الصّوابْ!
لوعةُ الشّمسِ استفاقتْ
مثل آمالٍ تُذابْ.
هزّةٌ من بعض عمري
لم يزلْ فيها شبابْ
قلتُ أغريها بشعرٍ
علّها تأتي اقترابْ
سكرةُ الشّوقِ تهادتْ
و التّقاسيمُ العِذابْ
أنقشَ الرّعدُ شراعاً
ناشراً بيضَ الرّغابْ
نسمةٌ للحبّ تشدو
عند وقعِ الاغترابْ
يحتويني اليأسُ دهراً
لا انتماءٌ لا انتسابْ!
ما سنينُ العمرِ إلاّ
من بقايا الانتحابْ
عمّقتْ جرحَ اللّيالي
أتعبتْ صبحَ الرّكابْ
لم يعدْ للرّوحِ وهرٌ
لا وريدٌ لا انتصابْ
آخرُ المشوارِ فاضتْ
قطرةٌ كانتْ شرابْ
بين أغصانِ الأماني
بين أهدابِ الغيابْ
غفلةٌ جاءتْ فصارَ
الكونُ في عمقِ الضّبابْ!