هل للحقيقة وجهٌ؟
هل للحقيقة وجهٌ ليس من ثاني؟
أم للحقيقةِ يا أحبابي وجهانِ؟
قد صار بحثٌ و أفكارٌ و فلسفةٌ
قد صارَ سعيٌ إلى استخلاصِ برهانِ
فالبعضُ قالوا هي مفهومُ فلسفةٍ
في لمسِ حسٍّ بإدراكٍ و إمعانِ
و البعضُ قالوا عليها واقعٌ يقعُ
و البعضُ قالوا: هي حقٌّ بإتقانِ!
لكنّا مهما سمعنا من فلاسفةٍ
في شرحِ ذاكَ و في عرضٍ لأوزانِ
فالعقلُ يبقى الذي يقضي ليثبتها
حيثُ اليقينُ الذي من غيرِ بُهتانِ
والصّدقُ شكلٌ من الأشكالِ يبرزها
بالحقِّ يرقى ثباتاً طولَ أزمانِ!
قد يخلطُ النّاسُ في أمرٍ لها خطأً
ليس بشأنٍ لها فيه و عنوانِ
تبقى الحقيقةُ نهجاً لا يجوزُ لنا
أن نأخذَ النّهجَ في شكٍّ و بُطلانِ.
فالعلمُ يعطي معاييرَ, يفلسفها
و العقلُ يرسي يقيناً فيه من شانِ.
إنّ الحقيقةَ تأكيدٌ بمنطقها
في واقعِ العقلِ لا في عُرفِ أديانِ!
العقلُ يسعى إلى تحليلِ واقعةٍ
من منطقِ الفهمِ لا تخمينِ تعبانِ
و العقلُ يسعى إلى استكمالِ دورته
العقلُ يدعو إلى تثبيتِ أركانِ.
إنّ الحقيقةَ وعيٌ يرضي حاجتنا
فلندركِ الوعيَ حرّاً دونَ نقصانِ.
هذي الحقيقةُ ما ألقاها فلسفةً
يحتاجُ درساً إليها كلُّ إنسانِ!