عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-08-2006, 04:49 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,743
افتراضي ترى السّلام غدا سراباً! شعر: فؤاد زاديكه

ترى السّلام غدا سراباً!


متى ارتحل السّنونو دون ذنبٍ
لعمري اختارَ قاطرةً تطيرُ
متى غابتْ شموسُ الكون كنتِ
لعيني كلّ أنوارٍ تسيرُ
متى امتنعتْ ورودُ الروض عمّا
تعانيه فما عادتْ تزورُ
متى سكنتْ رمالُ البحر هاجتْ
من الأمواج أشواقٌ تثورُ
متى احترق النسيمُ فما هبوبٌ
له في النفس يحبسه الغرورُ
متى رسمَ الحنينُ على فؤادي
زهورَ الحزن يُذبلها السّعيرُ
متى اهتزّتْ حرابُ الصّبر عجزاً
فأشقاها التألمُ والصّريرُ
متى استرخى لوقع الهجر منك
جنونُ الكبرياء بدا يخورُ
متى اشتعلتْ حنايا النفس منّي
وأرّقها التوجّسُ والكسورُ
متى خفّ شعاعُ الشوق ذابَ
وزاد غيابَك الهجرُ العسيرُ
متى احترقتْ شفاهٌ من همومي
وعمّ الكونَ مشمولا صريرُ
متى مات الرجاءُ بُعيدَ لمسٍ
ولم يبقى من الدنيا شعورُ
متى أرختْ جدائلك التمنّي
وسارتْ بالمواكبِ لا تضيرُ
متى خفقتْ بجنح الروح نجوى
وأشعلها من الوجد النضيرُ
متى عمّ الظلامُ الكونَ فاضتْ
مياهُ البحر وانفجر الغديرُ
متى ما استوحش الإنسانُ صارتْ
تسيّره الحماقةُ والفجورُ
متى ما استعبد الإنسانُ نفساً
وأتلفها ترى ماتَ الضميرُ
متى ما استعذبَ الأحياءُ موتاً
ليرسُوا الظلمَ في وضعٍ يُثيرُ
متى ما استهلك الإنسانُ قدراً
من التدمير يملكه النفورُ
متى ما استوحش الإنسانُ خُلقاً
وجاء اللهَ في كفرٍ يفورُ.
ترى أنّ الحقيقة في انتحارٍ
وأنّ الكونَ منظرهُ خطيرُ
ترى أنّ المحبّةَ في زوالٍ
وأنّ الناسَ تجمعها الشرورُ
ترى أنّ السّلامَ غدا سراباً
وأنّ الانتقامَ هو السّفيرُ
ترى أنّ الحياةَ غدتْ جحيماً
وأنّ المرءَ في الدنيا أسيرُ!



التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 27-08-2006 الساعة 09:43 PM
رد مع اقتباس