الحاجةُ إلى الصّديق
أمَلي وقوفُكَ يا صديقُ بجانبي
فأنا بحاجةِ مُرشدٍ و مجَرَّبِ.
تقفُ المصاعبُ في طريقِ سعادتي,
و يخيفُني نَفقٌ يسدُّ جوانبي.
تتحالفُ الأوجاعُ ضدَّ إرادتي,
بمصائبَ امتلأتْ بلدغِ عقاربِ.
تتأرجحُ الكلماتُ, تختنقُ الرؤى,
و يجيءُ مُفتَرقُ الطريقِ مُحارِبي.
أملي و غايةُ رغبتي ألاّ أرى
ألماً يضرُّ بصاحبٍ و أقاربي
فأنا تعذّبُني المظالمُ إنْ طغتْ,
و أتى يلامسُني الخداعُ بلاهبِ
يُلامسُني القلقُ المُخيفُ توجّساً,
فأشاءُ أُبعِدُ عن محيطِهِ قاربي
و بمنطقِ الحكماءِ, أعملُ جاهداً,
متماسكاً مًرِناً بحكمِ مواهبي
لأبدّدَ الألمَ المؤجّجَ هاجسي,
و أحقّقَ الفرحَ المُفَرِّحَ صاحبي.
أمَلي وقوفُكَ جانبي, و كذا أنا
بتعاضُدٍ و تكاتُفٍ و تصالُبِ
فمعاركُ الأيامِ تجعلُنا على
حَذَرٍ, و تَدفعُنا لدرءِ مقالِبِ
فتآزرُ الأصحابِ يصنعُ قوّةً,
و بها المكاسبُ في مَنالِ مَطالِبِ.