يا نشوةَ الحرفِ صاغَ الحرفُ أخيلتِي
و استنهضَ العزمَ مِنْ أطرافِ أغنيتي
إنْ لي ببحرِكِ سرٌّ غامضٌ فبهِ
أشواقُ وجدِكِ تَستحلي مُخَيّلتي
و العشقُ يشعلُ ناراً وقدُها شغفٌ
و الحرفُ يرسمُ في عينيها زاويتي
حيّي البديعَ إذا ما اختالَ في كنفي
يَمّمْ بطرفِكَ و اقصدْ نحوَ ساريتي
هلاّ ينادمني شجوٌ على وترٍ
ضَعْ للقصيدةِ عنواناً بحانيةِ
نيرانُ صمتها هبّتْ في مواجهةٍ
ترنو لوصلِكَ لا تمنعْ مواجهتي
تسري على كبدي كالبردِ تنعشهُ
في لذةِ السّحرِ و استشعارِ عافيةِ
في مَعرضِ السّرِّ بَوحٌ صامتٌ جذِلٌ
مَيلُ الحروفِ إلى استدراكِ ماهيتي
خلفَ المسافةِ آمالٌ تلاحقُني
في فُسحةِ الليلِ مرثيّاتُ خابيتي
يا نشوةَ الحرفِ كم طابتْ بروعتِكم
حُسنُ الملافظِ و الإيقاعُ في دِعةِ
نظمٌ تحرّرَ مِنْ خوفٍ يريدُ لهُ
كبتَ المشاعرِ و استحقاقَ هاويةِ
ظلٌّ يقابلُ أشواقي على فرحٍ
و الشوقُ يفهمُ أسراري و قافيتي
يا نشوةَ الحرفِ إنّ الحرفَ مُكتمِلٌ
يرعى المسالكَ من روحي و عافيتي.