نِفاقُ التديّن
حَكِّمْ ضميرَكَ في الأمورِ و فَنِّدِ
ما كانَ مِنْ نهجِ الضلالِ المُفسِدِ
فالنعلُ ينفعُ إنْ تبلّدَ مُفسِدٌ
و سعى بِكُرهِ منافقٍ مُتعَبِّدِ
وَضّحْ حقيقةَ أمرِهِ و أمورِهِ
و اجعَلْ سبيلَكَ في التصدّي لمُعتدي
فمتى المجالُ بكيلِ سُفِهِهِ طافحٌ
صَعُبَتْ حلولُ تَعَمُّدٍ مُتَقَصّدِ.
ثابِرْ برصدِكَ للئيمِ و فعلِهِ
إنّ اللئيمَ يرى بمُقلَةِ أرمَدِ
جَهِلَ الحقيقةَ أو تجاهلَ أمرَها
فمضى يفاخرُ بالغباءِ كأمرَدِ.
كُنْ كاللهيبِ على خصائصِ فَهمِهِ
و احرِقْ لهُ الأوراقَ لا تتردّدِ
إنّ اللسانَ إذا استمرّ بجهلِهِ
و بِنشرِ كلِّ قبيحِ لؤمٍ مُزْبِدِ
فَمِنَ المؤكّدِ لنْ أظلَّ مُهَدْهِداً
طيشَ انتمائهِ للوقاحةِ و الرّدي
سأكونُ مقتنعاً بعدلِ تصرّفي
و عدالةِ الأصل الأصيلِ بمحتدِ
لِتُقّصَّ أجنحةُ التعجرفِ دَفعةً
فعسى يراجعُ في المواقفِ مرصدي.
وجعُ السكوتِ عن الحقيقةِ مؤلمٌ
فَكُنِ المُبَرِّزَ منكَ موقفَ سيِّدِ
و دعِ المجاملةَ الهزيلةَ جانِباً
فبها المتاعبُ جَمّةٌ و بِمُنْكِدِ
أنظُرْ ليومِكَ واعياً مُتبَصِّراً
و بذا ستدركُ ما المؤمّلُ مِنْ غَدِ.
حَكِّمْ ضميرَكَ مُخلِصاً لأمانةٍ
و ابرزْ لخصمِكَ و الجَهولِ بِمُرعِدِ
لو كان يُدركُ ما سياطُكَ وَخزُها
لَوَعى الصوابَ و نالَ رِفعةَ مَقْعَدِ
و نجى مِنَ العبثِ المُدَمِّرِ فكرَهُ
طَلَباَ خلاصَهُ بالسلوكِ الجيّدِ
و نأى عنِ الوجعِ المعيقِ صعودَهُ
مُتَعلّماً "فَرَحاً" بدونِ تردُّدِ.
حَكّمْ بعقلِكَ و المعارفِ موقفاً
يصلُ المناهلَ حيثُ أعذبُ مَورِدِ
واصِلْ جهودَكَ يا (فؤادُ) مسالِماً
و إذا تعسّرَ سعيُ جهدِكَ باليدِ
فامدُدْ لصبرِكَ مِنْ جناحِهِ واسعاً
و اجعلْ لفوزِكَ مبتغاهُ و عَيِّدِ.
سيخيبُ مأملُ مَنْ يعكّرُ ذا الصّفا
و الصّفوَ مِمّنْ لن يفوزَ بِمُسْعِدِ
إنْ أنتَ تحملُ في نواياكَ الأذى
متظاهِراً ثوب التديّنِ ترتدي
فنفاقُ فعلِكَ بالنتيجةِ مُفلِسٌ
و مناقضٌ وجهَ الحقيقةِ يعتدي
و مُشوّهٌ روحَ السلامِ بجرمِهِ
لا, لنْ تُحَلّقَ في النعيمِ السّرمدي
ما بينَ حوريّاتِ وهمِكَ "ناطِحاً"
مهما وقفتَ هوىً ببابِ المسجدِ.