في قُرْبِكَ المَرغُوبِ سَعْدٌ مُطْلَقُ ... في بُعْدِكَ القاسِي سُلُوكٌ أحْمَقُ
يا أيُّها الجاني على قلبي لقدْ ... حَمَّلْتَهُ عِبْئًا وضِيْقًا يَخْنُقُ
ما بِابتغاءِ الصَّبْرِ مِنّي رَغْبَةٌ ... فَاليأسُ فَتّاكٌ وبابٌ ضَيِّقُ
الصَّبْرُ مَهْزومٌ بإصرارٍ لكمْ ... فيهِ تَجَنٍ مُسْتَبِدٌّ أخْرَقُ
أمسى لِقاءُ المُشْتَهَى حُلْمًا بِهِ ... مِنْ كُلِّ صَوبٍ صَمْتُ هَمْسٍ يُطْلَقُ
ليتَ الأمانِي في مَرامِيها الّتي ... لم تَلْتَزمْ بِالوَعْدِ جاءتْ تُشْفِقُ
كُلُّ المَعانِي اِخْتَفَتْ آثارُها ... إذْ أَضْرَبَتْ عَمَّا بِروحٍ يَنْطِقُ
أبْقَتْ على هَجْرٍ وزادَتْ شِدَّةً ... كَي تُنْهِكَ الإحساسَ. هذا مُقْلِقُ
صَبْرًا أرادوا؟ أيَّ صَبْرٍ يا تُرى؟ ... هَلْ صَبْرُ قَومٍ عَنْ سِوَاهُمْ يَفْرِقُ
لمْ ألْتَقِطْ مِنْ روضِ صَبْرِي زهرةً ... مِنْ شَمْسِ هَجرٍ كُلُّ رَوضٍ يُحْرَقُ
لا تَفْرَحِي فَالمَدُّ في إعصارِهِ ... آتٍ إلَيْنَا. كُلُّنَا قدْ نَغْرَقُ
مادام هَجْرٌ في أعالِي طَيْشِهِ ... ليسَ انتِهاءٌ بِانْحِنَاءٍ يُسْبَقُ
هَلْ مِنْ تَباشيرِ انْفِرَاجٍ قادِمٍ ... يَسْتَنْهِضُ الآمالَ مِنْهُ مَشْرِقُ؟