أنا الربّان
أنا البحّارُ و الرّبّانْ
و العوّادُ و الفنّانْ
إذا أسرعتُ في ركبي
و جئتُ حومةَ الميدانْ
لي النصرُ الذي فيهِ
انتعاشٌ منْ هوى الأوطانْ
لي الفوزُ الذي يحكي
اختراقاتي مدى الإظعانْ1
فدرسي الوجدُ و البَوحُ
و قصدي الكونُ و الإنسانْ.
نظمتُ الشّعرَ لم أبخلْ
على حرفٍ منَ الوجدانْ
بلِ استفردتُ في نظمي
أضاءتْ شعلتي الأكوانْ
أجلّ الحرفُ إبداعي
و جاءَ الحبُّ بالإحسانْ
و عاش الصدقُ من فكري
و من نظمي سقى الأغصانْ.
ضممتُ نشوةَ الماضي
و طيبَ اليومِ بالأحضانْ
عزفتُ نغمةَ الآتي
و شوقَ العمر للأزمانْ.
تجلّى كلُّ ما فيه
منَ الأشواقِ و الأشجانْ
و تاهَ العقلُ مشغولاً
بحبٍّ عمّقَ الإيمانْ.
أنا الإنسانُ فيما عاش
من سعدٍ و منْ أحزانْ
أنا الإنسانُ ابنُ الأرضِ
مُذ كانتْ بلا عنوانْ
أنا التاريخُ و الأحداثُ
و الأفكارُ و الأديانْ
أنا الإنسانُ ابنُ الموتِ
ابنُ الماء و الأطيانْ
أنا الإنسانُ قد أعددتُ
رحلي مثلما الإدمانْ
فلا شمسٌ لما أهوى
و لا ليلٌ لما قد كانْ
متى قوّضتُ أركاني
فأركاني بلا أركانْ.
حرفتُ مشرقَ الدنيا
كذوباً صانعاً بُهتانْ
نسفتُ مبدأَ الخيرِ
على إيماءةِ السّندانْ
فعلتُ كلّ ما أقوى
على فعلي له نشوانْ
كأنّي أملكُ الدنيا
بما فيها و لستُ الفانْ2!
1_ الإظعانْ: الرحيل على هودج.
2_ الفاني: الذي ينتهي أمره في نهاية المطاف.