يَعِيْشُ النّاسُ في غابَهْ
يَخَافُ النّاسُ مِنْ بَعْضٍ ... كَمَنْ فِي مَسْكَنٍ غَابَهْ
وَشَرْعُ الغابِ مَعْروفٌ ... فَلا نَحْتَاجُ إعرابَهْ
قَوِيٌّ فِيهِ مَحْظُوظٌ ... تَرَاهُ سَنَّ أنْيَابَهْ
لِكَيْ يَقْضِي على غَيْرٍ ... ضَعِيْفٍ قاصِدًا بَابَهْ
وَبَعْدَ البَحْثِ أدْرَكْنَا ... بِكُلِّ الفَهْمِ أسْبَابَهْ
إذِ الإنسانُ قدْ صارَ ... كَوَحْشٍ مُظْهِرًا نَابَهْ
عَلَى غَدْرٍ وَإيْذاءٍ ... تَعَدَّى خَانَ أصْحَابَهْ
لِهذَا أصْبَحَ الإنسانُ ---- مَحْزُونًا لِمَا صَابَهْ
مِنَ الخَيْبَاتِ وَالبَلْوَى ... فَصَارَ الشَّكُّ غَلَّابَهْ
وَباتَ الحَالُ مَحْكُومًا ... بِيَأْسٍ جاءَ أعْقَابَهْ
بِخَوْفِ النّاسِ مِنْ بَعْضٍ ... يُقِيْمُ الخُبْثُ مِحْرَابَهْ
وَيْقْوَى في مَدَى مَدٍّ ... مُقِيْمًا مِنْهُ أرْبَابَهْ
نَرَى الإنسَانَ مَهْمُومًا ... ومَشْغُولًا بِمَا نَابَهْ
يَقِيْنِي بَاتَ تَأْكِيْدًا ... يَعِيْشُ النّاسُ فِي غابَهْ.