نُطقُ الحروف
حروفٌ تلتقي نَظمَا
فيغري الحسَّ و الفَهمَ
حروفٌ أنت تُحييها
فتكسو عظمَها لَحمَا
و تُعطي جلَدها حِسّاً
و إرهاصاتِها حُلْمَا
حروفٌ أطبقتْ سِرّاً
و عاشتْ تنهجُ الرّسمَ
إلى أنْ يجعلَ الإبداعُ
مِنْ رَسمٍ لها نَجمَا
يُحاكي الفكرَ في نُطقٍ
بهيٍّ حطّمَ الوَهمَ
بما في رقّةِ المعنى
و ما قد أكّدَ العزمَ
على إنطاقِ ما فيها
لئلا تلحقَ البُكمَ
حروفٌ أنتَ تبنيها
بنظمٍ ينطقُ الحكمَ
فيحلو الوقعُ مِنْ عزفٍ
سيجلو الهمَّ و الغمَّ
هنا في مسرحِ الإبداعِ
يأتي المدحَ و الذمَّ
و يأتي الوصفَ موصوفاً
و يسعى السّعدَ مُهتَمَّا
حروفٌ أعربتْ عمَّا
جمالُ الحرفِ قد ضَمَّ
مِنَ الأفكارِ و الآراءِ
و الأوصافِ ما التمَّ
فكانَ المنطقُ الواعي
الذي إبداعَهُ أَمَّ
يُزيلُ اللّبسَ عن حرفٍ
ليزهو مُجلياً سأمَا.