حدّثيني
حدّثيني عن الأماني فأنتِ
كلّ ما تشدو الأماني في طِلابِ
حدّثيني يا فتاتي فاشتعالي
في هواكِ غيرُ مأمونِ العِقابِ
قد ثملتُ من هواكِ دونَ عِلْمي
حتّى سالَ من اشتهائي رضابي!
همسُ عشقي لا يُجارى و امتلائي
من رحيقٍ على ورودٍ رِحابِ
لا تقولي قد غرستِ في فؤادي
في شراييني مَشْرَطَاً للعذابِ
نبضُ قلبي سيخلقُ اليومَ حبّاً
و ارتعاشاً على سريرِ المُصابِ
حطّميني ما استطعتِ لنْ أكونَ
غيرَ سطرٍ من تمنٍّ في الكتابِ!
قد أذوبُ كما تذوبُ الثّلوجُ
إلاّ أنّي على شفيرِ اغترابي
لا أُجيزُ الحديثَ عن هجرِ قلبٍ
أو أغنّي على مدارِ العتابِ
كلّ صدري مرصّعٌ من أمانٍ
غالياتٍ و من جميلِ الجوابِ
لا خيالٌ يردّني عن طموحي
لا خصامٌ يجرّني لانتحابِ!
حدّثيني في هدوءِ السّحرِ منكِ
كاشفيني متى أضعتُ صوابي
.
كم عرفتُ من الرّبوعِ امتداداً
كم خَبِرتُ من السّواقي شرابي
كان في صفوٍ كما يسلو هواهُ
لا عذولٌ أذلّ حلمي بنابِ.
حدّثيني فبالحديثِ المغاني
حدّثيني على قصيدِ الشّبابِ.
عشتُ فيك فيلسوفاً ليس مثلي
في غرام الزّمانِ حرفٌ ببابِ
نغمةٌ في الحبّ ما جاءتها أذنٌ
نشوةٌ من خمرِ معشوقِ السّحابِ
حدّثيني عن أمانيكِ العِذابِ
إنّ في نفسي اشتياقاً للعِذابِ!