دَورُ المثقّفِ
الشّاعر السّوري فؤاد زاديكى
كَمُثَقَّفٍ دَورِي أراهُ مُقَصِّرَا ... لَكأنَّنِي ما عادَ جهْدِيَ قَادِرَا
أنْ يُوصِلَ المَنشودَ في مُتَفَاعِلٍ ... لِوُجُودِ خَوفِيَ إذْ عَجِزْتُ مُنَاصِرَا
مُتَوَجِّبٌ إيصالُ فِكرتِيَ التي ... لِلحقِّ تَشهَدُ. لا أظُنُّنِي قَاصِرَا
ما نَفْعُ دَورِيَ أنْ أكُونَ مُوَارِبًا ... ومُنافِقًا لا أنْ أكُونَ مُغَامِرَا؟
إنّ الثّقافةَ مَصدَرٌ بِهِ قُوَّةٌ ... بالحَقِّ تنطُقُ. عِشْ بِرُوحِهَا ثَائِرَا
دَورُ المُثَقَّفِ بالحياةِ تَفَاعُلٌ ... دَورٌ يَهُمُّنَا أنْ يَدُومَ مُثَابِرَا
كي لا يَسُودَ الجَهلُ مَنطِقَ فِكْرِنا ... لِيَسُوقَنا نَحْوَ التَّخَلُّفِ قَاهِرَا
كَمُثَقَّفٍ يَدعُوكَ دَورُكَ دائِمًا ... ألّا تُمَاطِلَ أو تُسَاوِمَ مَاكِرَا
إنّ المُؤمَّلَ أنْ تُمَارِسَهُ كَمَا ... يَدعُو ضَميرُكَ كي تَعِيشَهُ حَاضِرَا
مَسْعَى غِيابِهِ نَكْسَةٌ لا بُدَّ مِنْ ... دَفْعِ الضَمِيرِ لأَنْ يُحَرِّكَ شَاعِرَا
وكذلكَ الفنّانَ عندَ عطائِهِ ... حتّى يُمارِسَ روحَ فِكرِهِ مَاهِرِا
كَمُثَقَّفٍ بالعِلمِ ظلَّ مُسَلَّحًا ... والعِلْمُ وَحْدُهُ لَنْ يُطَيِّبَ خَاطِرَا
فَعَلَيْهِ مُتَّجَهُ الصَّراحةِ كُلَّمَا ... رَغِبَ التَّوَجُّهَ بِالحَدِيثِ مُحَاضِرَا.