حياءُ (يَعْرُب)
سقطَ الحياءُ بِوَجهِهِ و بِعُرْفِهِ
و هوى ينازعُ في تَمَرُّغِ نَزْفِهِ
شَهِدَ الجميعُ سقوطَ خِزيِهِ واضِحاً
فَهَلِ البواعثُ أسلَمَتْهُ لِحَتفِهِ؟
صنعَ المواقفَ كي تمَجِّدَ زِيفَهُ
و رأى التذبذبَ في نَذالةِ زيفِهِ
ظهرتْ قبائحُ ما تهالكَ ساعياً
ليقودَ حملَةَ طيشِها بِتَوافِهِ
كُشِفَ القناعُ و ما تردّدَ مِنْ هوىً
جمعَ النوافلَ تحتَ قُبَّةِ سَقفِهِ
صَفَعَتْ مكانتهُ المُريبةَ خيبةٌ
يا ليتها احتفلتْ بمولِدِ حَتفِهِ
كَذِبٌ تَهَتَّكِ عِرضُهُ و كأنَّ لا
سببٌ يُحِرِّكُ مِنْ مشاعِرِ سُخْفِهِ
أممٌ تواكبُ عصرَها بتطلُّعٍ
عَجِزَ الكلامُ عنِ استضافةِ وَصْفِهِ
و تظلُّ أمّةُ يَعْرُبٍ بتخلّفٍ
و جهالةِ الوجعِ المُقيمِ بِوَقفِهِ
لكأنّهُ القدرُ المحيطُ بأمّةٍ
تركتْ حياءَها لا ترومُ بعَزْفِهِ
حملتْ شموخَها بين أرجلِها عسى
يَرِدُ الحضارةَ فَحلُها بوقوفِهِ
شَرَفُ الرجولةِ في تَكاثُرِ شارِبٍ
و تقدُّمُ العربِ استنارَ بحَرْفِهِ
تركوا المكارمَ و العلومَ و رِفعةً
و تَصَدَّروا الفشلَ المُريعَ بجَوفِهِ
فحياءُ يَعرُبَ بالتخاذُلِ ساقِطٌ
و لذا فشاربُهُ استُبيحَ بِنَتْفِهِ
يتكلّفُ الشّرفَ الوضيعَ لجهلِهِ
سقطَ الحياءُ بكُلِّهِ و بنصفِهِ
شرفُ الحياءِ بلا حياةِ حيائهِ
قد غضَّ مِنْ خجلٍِ بباهتِ طَرْفِهِ.