عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-05-2018, 10:51 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي انموا في النعمة

كتاب طعام وتعزية: الجمعة 4 / 5 / 2018
انموا في النعمة

«انمُوا فِي النعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخلِّصِنا يَسُوعَ المَسِيحِ» ( 2بطرس 3: 18 )

انمُوا: النمو عملية مُتدرجة مستمرة. ونحن ولدنا ثانيةً بكلمة الله ( يع 1: 18 1تي 4: 13 )، فنمونا لا ينفصل عن الكلمة. ولا يكفي تصفح سريع للكلمة - اللبن العقلي العديم الغش، لكي ننمو به - لكن لا بد أن نعكف على القراءة ( 1تي 4: 16 )، ونلاحظ أنفسنا والتعليم (1تي4: 16)، لكي ننمو روحيًا. وقراءة الكلمة لا بد أن تكون في روح الصلاة. والصلاة بالمكتوب، نُطالب فيها صاحب الوعود، بمواعيده الكتابية التي تُنمينا. فالكلمة هي مادة النمو، والصلاة طاقته. ولكل نمو مقوّماته؛ فالطفل المولود لأبوين قصيري القامة عادةً يكون قصيرًا. والأذكياء عادةً ينجبون أذكياء. وأهم مقوّمات النمو في النعمة، هو الاتضاع الحقيقي. فالمتواضعون يعطيهم نعمة.

النمُو فِي النِّعْمَةِ: النعمة هي نشاط محبة الله في مشهد خراب الإنسان، وهي عطايا الله لمَن لا يستحقها. والنمو فيها، إدراك قلبي أكثر مع الأيام، لخرابنا وفسادنا، رغم جهادنا، وتقدُّمنا الروحي. وهذا يُصاحبهُ إدراك أعمق لمحبة الله وصلاحه. ونعمته التي تسعَد بعطاء غير المُستحقين. وبعد الإدراك، يأتي الطلب والمُثابرة والأخذ. فنمونا هو نوالنا نعمة فوق نعمة من إلهنا. حتى تصبح الحياة أكوامًا حقيقية من النعمة؛ تزيدنا اتضاعًا، وانكسارًا.

وَفِي مَعْرِفةِ رَبِّنَا وَمُخلِّصِنَا: هنا جانبان لمعرفة السَيِّد له المجد؛ معرفته كالمُخلِّص العظيم، ومعرفة سيادته، كرب العمل. في اختباري له كالمُخلِّص، أتمتع بخلاصه الأبدي، وأختبر قوة تحريره لي، من كل خطية. وقدر تمتعي بقوته المُحرِّرة، هو قدر ارتباطي القلبي بمُخلِّصـي. فالقوة الإلهية تعمل في الاتجاهين؛ طارد للخطية من القلب، ورابط للقلب بالمسيح. وهذا ما حدث تمامًا مع المجدلية، إذ خلَّصها الرب، من سبعة شياطين، فاتحدت روحها به. والقوة التي طردت الشياطين من مجنون كورة الجدريين، ربطته فورًا بالمُخلِّص، فاشتاق الوجود الدائم معه. أما معرفة ربوبيته؛ فأتعلم جمال سَيِّدي وهو يعاملني أنا عبده. وكيف يصفح عني، ويشجعني. فأتعلم كيف أتعامل مع إخوتي. وفي مَثَل المديونين ( مت 18: 21 - 35)، توضيح لذلك. فالسَيِّد يوبخ عبده، إذ لم يصفح لأخيه عن دينه اليسير، بينما صفح له السَيِّد، عن دينه الباهظ جدًا، والمُعادل تقريبًا 000‚450 مرة لِما له عند أخيه.

أشرف يوسف
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس