التقينا
إنّا التقينا بعد طولِ غيابِ
بعد التعثّرِ فترة وعذابِ
"توما"* صديقي ما نحسّ واحدٌ
لسنا بإحساسٍ كما الأغرابٍ
إنّ المشاعرَ والمحبّة والرّضا
وتخاطب الشعّار والخطّابِ
أثرى جمالا حين جئنا وصله
يهفو إلى إطلالة الأحبابِ.
أهلا بصدقك فهو كان دائماً
مسترسلا ويضيء مثل شهابِ
أهلا بروحك وهي تسمو للعلا
تسعى إلى روحي بكلّ شبابِ.
أنت صديقي والحياةُ جميلةٌ
فاهنأ, فإنّي قد فتحتُ كتابي!
واقرأ من الأشعار ما أحببتها
ومن الخواطرِ, ما يفيضُ جوابي
اقرأ, وباسم محبّةٍ لا ينثني
منها عمادٌ راسخُ الأسبابِ.
اقرأ بروحي هل تشاهدُ طفرةً
فيها معيبٌ أو نذيرُ خرابِ؟
عهداً سنبقى يا صديقي للمدى
نُعلي شعارَ الحقّ في إطرابِ!
إنّا غرفنا من دنان نقاوةٍ
وأكلنا من خبزٍ وملحِ صحابِ.
لن ينثني عهدٌ أتينا حفظه
سنظلّ نمشي, دون ثني ركابِ!
* الصديق الشاعر توما بيطار